ذواهب العجب وحينئذ ألقى جريدته من يده وتناول رمحه فأقلع منه السئان وطلب براز ٠ الفرسان أن يبرز إليه الجميع بوقت واحد .
وكان أبوه قد اندهش مما شاهد منه ورعب قلبه فرحا ولذلك أمر أن تنزل إليه الفرسان وتجيب طلبه فيا يريد فصاحوا وهجموا عليه من كل مكان فالتقاهم بثبات عزم وقوة وجنان وجعل يطعهم برمحه فيصيبهم ويعزلهم من الميدان وما أسحد منهم قدر أن يتمكن منه بضربة أو يصل إليه بطعنة لأنه كان ينحذف إلى الأرض ويقفز إلى ظهر الجواد بأسرع من البرق ويضيع طعن الرماح في المواء وعمر يدور حواليه كاللولب ويسبق الجواد على الدوام أو يجعل خيول الفرسان وما انقضى النهار حتى كان فرغ من الجميع وإذ ذاك نزل عن جواده وتقدم من أبيه وقبل يديه فأخذه إلى صدره وقبله وهو يذرف دموع الفرح ويشكر الله على ما كان من ولده وتوسم فيه الخير وصح عنده ما كان قال له الوزير بزرجمهر ورجع من الميدان مسرورا فرحانا ينتظر الزمان المناسب لاشهار ولده وانفاذ مقاصده وما بعثه .الله لأجله وكذلك كل فرسان القبيلة من الكبير إلى الصغير فانهم أحبوا الأمير حمزة وتقنوا أن يكونوا على الدوام بين يديه وقالوا لبعضهم إن كان وهو ابن اثنتا عشرة سنة يفعل هذه الفعال فكم بالحري إذا. بلغ مبالغ الرجال وكان الثماماثة غلام الذين ولدوا يوم ولادته تعلموا الحرب والطعن والضرب بحسب ما كان أوصى الوزير آباءهم فحضر والميدان مع من حضر في ذاك اليوم وما منهم إلا من أنحب أن يخدم الأمير حمزة ويتقرب منه ويحوز على رضاه .
ومن ذلك الحين أنخذ الأمير حمزة يخرج للصيد والقنص مع عمر العيار ويتوسع في البراري والادغال وقد أخذه بذلك ولع عظيم حتى صار في كل يوم يخرج لا يتأخر يوما واحدا وهو يأتي على الدوام بالوحوش والغزلان وكل| وقع في طريقه قتله وجاء به أو أمسكه للفرجة وعرضه على أبيه فاتفق ذات يوم أنه خرج وبين يديه أخوه عمر منطلق كالشهاب وأوسع في القفاز وبعد عن الديار لأن الوحوش كانت قد جفلت منه وبعدت والتجأت إلى الكهوف والمغائر وفيما هو عك ذلك رأى أسدا رابضا في تلك الناحية وأعينه تقدح شرار النار ولا رآه عمر قال لأخيه أرجع بنا ولا تعرض نفسك للخطر بالتقدم إلى الأمام وإلا هجم علينا الأسد وافترسنا فصاح فيه وقال له ويلك يا وجه القرد أتخاف من هر البرية وتريد أيضا أن تخيفنى منه فا الأسد لدي إلا كالأرانب التي أصطادها في كل يوم . ثم إنه نزل عن جواده وأخذ سيفه بيده وتقدم إلى جهة الأسد يطلب قتاله فلما رآه الأسد وقد جاء إليه مشهرا السيف لعب به الحنق فوثب واقفا وقد هر هريرأ قويأ وكشر بأنيابه ولاح بذنبه ونفخ بأنفه وانقض على الأمير حمزة وفي نيته أن يفترسه ويجعله قوته في ذاك اليوم فلم يمكنه من ذلك ولا ترك له مجالا لنوال غايته أو للتوصل منه بل أسرع إليه ١
صفحة غير معروفة