المال والجواهر ليدفعها إلى معقل البهلوان وسار الرجل الليل والغبار حتى وصل إلى قلعة تيزان فسلم المكتوب إلى معقل ففضه وقرأه وعرف مابه فقام وقعد وارغى وأربد وقال للرسول بلغ مولاك انه لابد لي من قتال هذا الأمير الذي حكى لي عنه وسوف ابعث له برأسه ليطرحه أمام كسرى فيعلم إن الرجل الوحيد على وجه الأرض فلا يطمع نفسه مرة ثانية أن يرسل لي أحدا وإني اصبحت الآن شاكرا لسيدك على اخباري وأمله بي وثقته ولولا حبه لما كان فعل ما فعل وأظهر لي أنه يحبني . فشكره الرسول وقبل يديه ورجع من عنده وبعد ان غاب دعا بأحد أتباعه وقال له أقم في أسفل القلعة ومتى رأيت فارسا بين يديه رجل اسود لا تدع أحدا من جماعتي ورجالي يتعرض له وارجع إلي وأخبرني به حالا فقال له الرجل لم يا سيدي لا تأمر أحد رجالك أن يبارزه ويغبي أمره ويريحك من شره ولا تتنازل أنت إلى قتاله قال له إني اعرف أكيدا أنه فارس صنديد وبطل مجيد فأحب أن أجرب نفسي معه أولآ واني لا أريد له شرا لأنه يعبد الله عز وجل وهذا الإله أنا اعبده وكان أبي قبل أن جاء من بلاد العرب إلى هذه البلاد يعبده وهي العبادة الحقيقية فكيف أوقع به إكراما لخاطر بختك الوزير الذي يعبد النار ولاسيها أن الفرس اعداء لنا ولا ارغب بالتقرب منهم وأراد بختك أن .
يغرني بالمال والجواهر فأهلكه الله من رجل خبيث وقد ظنني من الناس الذين يؤخذون بالخيل وسوف ترون ما يكون وإني قبل ان أرى هذا الرجل الآتي إلي أشعر بحبه ول تقع له بغضة قط بقلبي فسار الرجل الى أسفل الحصن وأقام على الانتظار .
فهذا ما كان من معقل البهلوان وأما.ما كان من الأمير حمزة فإنه عند الصباح همض من فراشه وأمر أنخحاه أن يسرج له الحواد ففعل ومن 'ثم تقلد بسلاحه وركب وذهب إلى الملك النعمان فودعه وأوصاه بالمحافظة على قومه وجماعة العرب فقال له إني أخاف بعد ذهابك يحصل علينا أمر مكدر من الفرس فيوقعون بنا ولاسيما إذ رأوك قد طال سفرك قال إذا وجدتم أن معاملة الفرس قد تغيرت وأن عين الغدر قد.ظهرت منهم فأرسلوا إلي بالخبر وان كنت لم اقض شغل فأرجع واخرب المدائن على رأس كسرى وبختك وبعد ذلك سار حمزة في طريق تيزان وهو يود أن يصل بأقرب وقت ويلتقي بمعقل البهلوان فيأسره ويرجع به حالا وقد ماف أن تكون نية كسرى خبيثة على العرب فيستغلم فرصة غيابه ويجري غايته فيهم إلا انه كان مطمئن الخاطر بوجود أصفران الدربندي والأمير عقيل وقومه الاخصاء الذين كل واحد منهم يقوم مقام جيش من جيوش كسرى ولا تبطن القفار وتمادى به التسيار تذكر ما جرى عليه من كسرى وبختك وما وقع بينه وبين محبوبته مهردكار من الحب الخالص الذي حمله على المسير والتغرب إلى ابعد ديار فأنشد وقال : يكفيك أني فارس الأقطار ومذل كل صميدع جبار وفويم رمحي قد أعد سنئانه لصدور أهل البغي والكفار
و
صفحة غير معروفة