302

(قصة دخول الأميرين شمس الدين وأسد الدين ومن معهما من العساكر من الغز وغيرهم مدينة صعدة وما جرى من البلوى والحوادث هنالك) قال الراوي: ثم بلغ إلى أمير المؤمنين عليه السلام أن القوم عازمون على دخول صعدة وأن بعض أهل صعدة قد أسر النفاق فلم ير عليه السلام إلا الرجوع الى الصبر والتوكل على الله تعالى والاعتصام به عز وجل وأن لا يكاشف إلا على يقين، ثم أن أهل صعدة افترقت آراؤهم فبعضهم رأى الإجلاء عنها صوابا ويقول إن دخلها القوم خرجوا عنها وبعضهم يقول نحن بحمد الله في عزة وأمير المؤمنين بين أظهرنا وفئة لنا ودروبنا حصينة وعدتنا قوية فنحن لا نبالي بالقوم، فلما اختلفت آراء القوم رأى أمير المؤمنين الصلاح في مساعدتهم وخرج عليه السلام من صعدة ليمنع القوم ويسد عليهم المذاهب من طرق مذاب والعمشية، فركز عليه السلام بعسكره على رأس عقبة يقال لها العجلة، فلما علم القوم أن الإمام عليه السلام قد سد عليهم تلك الطرقات وقد كان عليه السلام رتب في صعدة الأمير الحسن بن وهاس بن أبي هامش في جماعة من أهله منهم الأمير علي بن محمد صفي الدين، ومنهم الأمير الطاهر أحمد بن قاسم بن الحسين الحمزي، ومنهم الأمير جعفر بن يحيى بن قاسم بن أحمد بن عم الإمام عليه السلام، ومنهم الأمير أحمد بن قاسم بن الحسن الحمزي من عيال يحيى بن حمزة، ومنهم جماعة من فرسان العرب والكرد منهم القاضي المجاهد أحمد بن مقبل بن زيدان، ومنهم القاضي العالم المجاهد يحيى بن عطية بن أبي النجم، ومنهم الأمير صالح بن عمر الكردي وأخوه وجماعة غاب عني ذكرهم، وجماعة من أهل صعدة فرسان إلا أن الفرسان الذين كانوا في المدينة قريبا من خمسين فارسا أو فوق ذلك والله أعلم بصحة عددهم، وفي المدينة من المقاتلة ما يقارب ألف مقاتل ومعهم أيضا من خدم الفضل عصابة.

صفحة ٣١٦