رجع الحديث إلى نهوض العساكر من مدينة ذمار
ولما اجتمع في ذمار من العساكر ما يقصر عنهم الوصف نهض الأمير
المتوكل على الله وصنو الإمام المهدي عليه السلام االأمير الكبير علم الدين زعيم جيوش المسلمين أبو المظفر سليمان بن يحيى بن علي بن القاسم بن عبدالله بن القاسم بن أحمد بن أبي البركات وهو إسماعيل بن أحمد بن القاسم بن محمد بن القاسم ترجمان الدين عليه السلام وجميع الأمراء والمقدمين في العساكر حتى حطوا في موضع يسمى الملاوي ثم نهضوا إلى موضع يسمى ذي جرب بين الأسلاف والصمنية، ثم نهضوا إلى موضع يسمى منكث، ووصل إليهم صاحب الحصن المسمى دراون الورد بن محمد بن ناجي وأطاع وأحسن النصيحة في ذلك الأوان.
(قصة حرب رياب)
ولما استقر العسكر هنالك وكان هنالك قوم من الباطنية الملاحدة في موضع يسمى رياب، وهو موضع ممتنع، فقصدهم المجاهدون فبلغوا منهم مبلغا عظيما.
أخبرني من أثق به أن النسوان والصبيان تولوا استنقاذهم لما كاد المجاهدن أن يدخلوا معهم المكان فقتل من أعداء الله جماعة واحتز بعض رؤوسهم ودعا بعضهم بالسلم، ثم نهض عسكر أمير المؤمنين إلى موضع يسمى مرس لحرب الباطنية الملحدين في حصن كحلان الحداد وأخذ زرائعهم وخراب بلادهم، فلما استقرت المحطة هنالك ووقع الحرب بينهم وبين عسكر أمير المؤمنين فقتل من أعداء الله جماعة منهم ولد منصور بن الحداد وأخاه وبلغ العسكر في خراب أموالهم وبلادهم مبلغا عظيما وهذا الحصن كحلان من المعاقل المشهورة وكان أهله زيدية لا يعرف فيهم هذا المذهب فدخل عليهم شيطان من الإنس يقال له التيس وكان من آلات الباطنية وخدامهم فحاورهم وكتم أمره ودس عليهم المذهب الخبيث على حين غفلة من العلماء في تلك النواحي، فلما أغوى رئيسهم مال إليه الأكثر فالله المستعان عليهم، ثم نهض عسكر أمير المؤمنين إلى موضع يسمى خاو وأقام هنالك أياما.
صفحة ٣٠٠