هذا ماذكرته من ذلك عند التعليق وما غاب عني من ذلك فليس بالقليل إلا أنه على الجملة لم يدع كتابا مشهورا مما يزداد بقراءته فائدة إلا أتى عليه، وهو في تلك الحال إليه تنتهي الغوامض، وبه تحل المشاكل ويفتح المقفل، ثم في خلال قراءته تلك سمع على الشيخ الحافظ المحدث محيي الدين أحمد بن محمد المعروف شعلة الأخبار والسير، فقرأ عليه كتاب (أصول الأحكام) للإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان سلام الله عليه، وضبط شطرا منه غيبا، والباقي كرره حتى كاد أن يتلوه غيبا، وقرأ عليه أمالي أحمد بن عيسى، وقرأ عليه سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد كان قرأها على الفقيه العلامة الحافظ عمران بن الحسن بن ناصر، وقرأ (أمالي[5أ-أ] المرشد) والسيد الجرجاني، وكتاب (الرياض)، وكتاب (الأنوار)، وأمالي أبي سعيد السمان، وسمع كتاب (المستصفى) للشافعية، وقرأ كتاب (تيسير المطالب) للسيد أبي طالب، وقرأ كتاب (نهج البلاغة) وأعلامها حتى كاد أن يتقن ذلك غيبا، وقرأ كتاب (العمدة من صحاح الأخبار)، وعلى الجملة فإن سماعات الكتب المشهورة من طريق الإمام المنصور بالله عليه السلام والشيخ محيي الدين حميد بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه صحت له سماعا، وتعيين ما قرأ في السير والأخبار أكثر من أن يحصى، ثم قرأ في أصول الفقه، فأول ذلك قرأ مذاكرة عقودا موسومة ككتاب (الحاضر) على الفقيه العالم الزاهد فخر الدين أحمد بن عريق الحميري رحمه الله تعالى يشتمل على عيون كتاب أبي الحسن البصري رحمه الله المعروف بالمعتمد، وكتاب الإمام المنصور بالله المعروف ب(صفوة الاختيار) وكتاب الرصاص المعروف ب(الفائق) وغيرها من كتب الفقهاء فأتقن ذلك غيبا، ثم قرأ كتاب (المعتمد) حتى كاد أن يأتي عليه غيبا، ثم قرأ كتاب (التجريد) لابن الملاحمي وقرأ كتاب أبي طالب (المجزي) وكان معجبا به.
صفحة ١٥