• (اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني) قال العلقمي وسببه كما في الترمذي عن شتير بن شكل بن حميد قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله علمني تعوذا أتعوذ به فقال قل اللهم فذكره وشتير بالشين المعجمة المضمومة والمثناة الفوقية المفتوحة والتحتية الساكنة مصغر وشكل بالشين المعجمة والكاف المفتوحة واللام قال ابن رسلان فيه الاستعاذة من شرور هذه الجوارح التي هي مأمور بحفظها كما قال والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون فالسمع أمانة والبصر أمانة واللسان أمانة وهو مسئول عنها قال تعالى أن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا فمن لم يحفظها ويتعدى فيها الحدود عصى الله وخان الأمانة وظلم نفسه بكل جارحة ذات شهوة لا يستطيع دفع أسرها إلا بالالتجاء إلى الله تعالى لكثرة شرها وآفاتها واللسان آفات كثيرة غالبها الكذب والغيبة والمماراة والمدح والمزاح (ومن شر قلبي) أي نفسي فالنفس مجمع الشهوات والمفاسد لحب الدنيا والرهبة # من المخلوقين وخوف فموت الرزق والحسد والحقد وطلب العلو وغير ذلك ولا يستطيع الآدمي دفع شرها إلا بالإعانة والالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى (ومن شر منيي) أي من شر شدة الغلمة وسطوة الشبق إلى الجماع حتى لا أقع في الزنا والنظر إلى ما لا يجوز (دك) عن شكل بفتح المعجمة والكاف قال المناوي قال الترمذي حسن غريب
• (اللهم عافني في بدني اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصري) قال العلقمي قال ابن رسلان السمع يكون مصدر السمع ويكون اسما للجارحة والظاهر أن المراد بالسمع الاستماع وبالبصر الرؤية به فإن الانتفاع بهما هو المقصود الأعظم بهما (اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر) أي فقر النفس أو الفقر المحوج للسؤال (اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت) أي فلا يستعاذ من جميع المخاوف إلا بك (دك) عن أبي بكرة قال المناوي وضعفه النسائي
• (اللهم إني أسألك عيشة تقية) أي زكية راضية مرضية (وميتة) بكسر الميم حالة الموت (سوية) بفتح فكسر فتشديد (ومردا) أي مرجعا إلى الآخرة (غير مخز) قال المناوي بضم فسكون وفي رواية بإثبات الياء المشددة أي غير مذل ولا موقع في بلاء (ولا فاضح) أي كاشف للمساوي والعيوب (البزار (طب) عن ابن عمر بن الخطاب وإسناد الطبراني جيد
• (اللهم إن قلوبنا وجوارحنا بيدك) أي في تصرفك فقلبها كيف تشاء (لم تملكنا منها شيئا فإذا فعلت ذلك بهما فكن أنت وليهما) أي متوليا حفظهما وتصريفهما في مرضاتك (حل) عن جابر
• (اللهم اجعل لي في قلبي نورا وفي لساني نورا) قال المناوي نطقي والنور استعارة للعلم والهدى (وفي بصري نورا وفي سمعي نورا وعن يميني نورا وعن يساري نورا ومن فوقي نورا ومن تحتي نورا ومن أمامي نورا ومن خلفي نورا) قال القرطبي هذه الأنوار التي دعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يمكن حملها على ظاهرها فيكون سأل الله أن يجعل له في كل عضو من أعضائه نورا يستضيء به يوم القيامة في تلك الظلم هو ومن تبعه ومن شاء الله تعالى منهم قال والأولى أن يقال هي مستعارة للعلم والهداية كما قال تعالى فهو على نور من ربه وقوله تعالى وجعلنا له نورا يمشي به في الناس ثم قال والتحقيق في معناه أن النور مظهر لما ينسب إليه وهو يختلف بحسبه فنور السمع مظهر للمسموعات ونور البصر كاشف للمبصرات ونور القلب كاشف عن المعلومات ونور الجوارح ما يبدو عليها من أعمال الطاعات وقال النووي قال العلماء طلب النور في أعضائه وجسمه وتصرفاته وتقلباته وحالاته وجملته في جهاته الست حتى لا يزيغ شيء منها عنه (واجعل لي في نفسي نورا) من عطف العام على الخاص أي اجعل لي نورا شاملا للأنوار السابقة ولغيرها وهذا منه صلى الله عليه وسلم دعاء بدوام ذلك لأنه حاصل له أهو تعليم لأمته (وأعظم لي نورا) قال المناوي أي اجزل لي نورا من عطائك نورا عظيما لا يكتنه كنهه لأكون دائم السير والترقي في درجات المعارف (حم ق ن) عن ابن عباس
صفحة ٣٠٨