• (إنما هما) يحتمل أن يكون المعنى إنما الخصلتان اللتان يحصل بهما الدلالة والإرشاد (انتان الكلام والهدي) بفتح الهاء وسكون الدال أو بضم الهاء وفتح الدال (فأحسن الكلام كلام الله) فعليكم بإكثار تلاوته والعمل بما فيه (وأحسن الهدي) أي السيرة والطريقة (هدي محمد) أي سيرته وطريقته (ألا) حرف استفتاح وإياكم ومحدثات الأمور ) أي احذروها (فإن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعه ضلالة) والمراد البدعة المذمومة وهي ما خالفت قانون الشرع (ألا لا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم) هذا النهي موافق لقوله تعالى ولا تكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم ومقصود الآية أن المؤمنين ينبغي لهم أن يزدادوا على ممر الزمان خشوعا على الضد من بني إسرائيل الذين يزدادون على ممر الزمان جفاء وقسوة فحذر منهم وذكر في كل طائفة غاية أحوالها ففي بني إسرائيل القسوة اليت يحذر منها وفي المؤمنين كمال الرقة والأمد الزمان فبنو إسرائيل طالت أعمارهم وغلب عليهم حب الدنيا والميل إليها والغفلة والإعراض عن مواعظ الله تعالى (إلا أن كل ما هو آت) من الموت وقيام الساعة (قريب والبعيد ما ليس بات) فاستعدوا للموت بالتوبة والخروج من المظالم (إلا نما الشقي من شقى في بطن أمه) أي من قدر الله تعالى عليه في أصل خلقته أن يكون شقيا فهو الشقي على الحقيقة لا من عرض له الشقاء بعد ذلك وهو إشارة إلى شقاء الآخرة لا شقاء الدنيا (والسعيد من وعظ بغيره) يحتمل أن يكون المراد من اتعظ بالمصيبة الحاصلة لغيره فينتبه وينكف عن ارتكاب المعاصي ويتذكر قوله تعالى وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم (إلا أن قتال المؤمن كفر) أي أن استحله أو المراد أنه يؤدي إليه لشوبه أو أنه كفعل أهل الكفر أو أنه كفر الإحسان والنعمة وإخوة الإسلام (وسبباه فسوق) أي سبه خروج عن طاعة الله فسب المسلم بغير حق حرام بإجماع الأمة وفاعله فاسق كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم كذا قال العلقمي ومحله إذا كثر منه ولم تغلب طاعته معاصيه (ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه) أي في الدين (فوق ثلاث) أي من الأيام أي أن ترتب على ذلك صلاح لدين أحدهما وكمال في إيمانه (ألا وإياكم والكذب) أي احذروه (فإن الكذب لا يصلح لا بالجد ولا بالهزل) لا في مسائل مذكورة في كتب لفقه منها الكذب للإصلاح بين الناس كان يقول لمن بينهما عداوة فلأن داع لك ونحو ذلك ومنها ما لو كان # عنده وديعة خاف عليها من ظالم فله إنكارها ولو حلفه الظالم جاز له الحلف لكن تلزمه الكفارة ومنها ما لو اشترى لعياله شيئا وأخبر بزيادة على ثمنه (ولا يعد الرجل) بالجزم والكسر للتخلص من التقاء الساكنين والرجل مثال فالمرأة والخنثى كذلك (صبيه) أي طفله الذكر والأنثى (لا يفي له) قال العلقمي معناه أن الإنسان ينبغي له أن يقف عند ما يقول ولو عند كلامه لطفله فيقف ند قوله لقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون (وأن الكذب يهدي) أي يجر (إلى الفجور) أي الانبعاث في المعاصي (وأن الفجور يهدي) أي يجر (إلى النار) أي إلى دخولها إن لم يتب ولم يحصل عفو (وأن الصدق) أي قول الحق (يهدي إلى البر) اسم جامع للخير كله (وأن البر يهدي إلى الجنة) يعني أن الصدق يهدي إلى العمل الصالح الخاصل من كل مذمة وذلك سبب لدخول الجنة برحمة الله تعالى (وأنه) أي الشأن (يقال) أي بين الملأ الأعلى أو على ألسنة الخلق بالهام من الله تعالى (للصادق صدق وبر ويقال للكاذب كذب وفجر) فيه حث على تحري الصدق والاعتنا به والتحذير من الكذب والتساهل فيه (ألا وأن العبد يكذب حتى يكتب عند الله كذابا) قال العلقمي والمراد إظهار ذلك للخلق وإلا فقدر الله تعلى وكتابه قد سبق بكل ذلك اه قال المناوي وكرر حرف التنبيه زيادة في تقريع القلوب بهذه المواعظ البليغة (ه) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح
• (إنما يبعث الناس على نياتهم) أي إنما يبعث الناس من القبور على نياتهم من يخر وشر فيجازون على طبقها (ه) عن أبي هريرة
• (إنما يبعث المقتتلون) يحتمل أن المراد بهم من مات في قتال الكفار من المسلمين (على النيات) أي مقصودهم من إعلاء كلمة الله ونصر دينه أو قصد الغنيمة والرياء والسمعة فيجازون على طبقها (ابن عساكر عن عمر) بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن لغيره
• (إنما يسلط الله تعالى على ابن آدمن من خافه ابن آدم) أي يمكنه من أن يؤذيه (ولو أن ابن آدم لم يخف غير الله لم يسلط عليه أحدا) أي لم يمكنه من أذاه (وإنما وكل) بالبناء للمفعول والتخفيف (ابن آدم) أي أمره (لمن رجا) أي أمل (ابن آدم) منه حصول النفع أو دفع الضرر (ولو أن ابن آدم لم يرج إلا الله لم يكله الله إلى غيره) فينبغي للإنسان أن يكون دائما متوكلا على الله مفوضا أموره إليه سبحانه وتعالى فمن كان هذا شأنه حماه الله تعالى شر الأشرار وكيد الفجار (الحكيم عن ابن عمر) بن الخطاب قال الشيخ حديث ضعيف منجبر
• (إنما يدخل الجنة من يرجوها) أي لأن من لم يرجها قانط آيس من رحمة الله والقنوط كفر (وإنما يجتنب) قال الشيخ بجيم فمثناة فوقية فنون فموحدة مضارع اجتنب وفي نسخ يجنب بنون مشددة بعد الجيم والبناء للمفعول (النار من يخافها) أي يخاف عذابها والمعذب بها هو الله سبحانه وتعالى أي إنما يدخل الجنة ويجتنب النار من يخاف الله ويرجو رحمته (وإنما يرحم الله) أي ينفضل بجوده وإحسانه على (من يرحم) أي يرق قلبه على # غيره لأن الجزاء من جنس العمل (هب) عن ابن عمر بإسناد حسن
صفحة ١٦٨