سيرة ابن اسحاق
محقق
سهيل زكار
الناشر
دار الفكر
رقم الإصدار
الأولى ١٣٩٨هـ /١٩٧٨م
مكان النشر
بيروت
القرظي قال: حدثني من سمع علي بن أبي طالب ﵁ يقول: إنا لجلوس مع رسول الله ﷺ في المسجد إذ طلع علينا مصعب بن عمير ما عليه إلا بردة له مرقوعة بفرو، قال: فلما رآه رسول الله ﷺ بكى للذي كان فيه من النعمة وما لهو هو «١» فيه اليوم، فقال رسول الله ﷺ: كيف بك إذا غدا أحدكم في حلة وراح في حلة، ووضعت بين يديه صحفة ورفعت أخرى، وسترقم جدر بيوتكم كما تستر الكعبة، فقالوا: يا رسول الله نحن يومئذ خير منا اليوم نتفرغ للعبادة ونكفى المؤنة؟ فقال رسول الله ﷺ: أنتم اليوم خير منكم يومئذ.
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحق قال: حدثني صالح بن كيسان عن بعض آل سعد عن سعد بن أبي وقاص قال: لقد رأيتني مع رسول الله ﷺ بمكة فخرجت من الليل أبول فإذا أنا أسمع قعقعة شيء تحت بولي فنظرت فإذا قطعه جلد بعير فأخذتها فغسلتها ثم أحرقتها فرضضتها بين حجرين ثم استففتها، فشربت عليها من الماء، فقويت عليها ثلاثًا.
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحق قال: حدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي قال: حدثني من سمع علي بن أبي طالب ﵁ يقول: خرجت في يوم شاتي من بيت رسول الله ﷺ ولقد أخذت إهابًا «٢» معطونا فخويت وسطه فأدخلته في عنقي، وشددت وسطي وحزمته بخوص النخل، وإني لشديد الجوع فلو كان في بيت رسول الله ﷺ طعام لطعمت منه، فخرجب ألتمس شيئًا، فمررت بيهودي في مال له وهو يستقي ببكرة له، فاطلعت عليه من ثلمة في الحائط فقال: مالك يا عربي، هل لك في كل دلو بتمرة؟ فقلت: نعم، فافتح حتى أدخل، ففتح فدخلت فأعطاني دلوه فلما نزعت دلوًا أعطاني تمرة،
(١) في ع: هو. (٢) الاهاب هو الجلد من البقر والغنم والوحش ما لم يدبغ.
1 / 194