(1)
في أثعبان المنجنون المرسل
[1] ثم قال:
مد الخليج[2] في الخليج المرسل
وهذان البيتان في أرجوزة له.
(تاريخ النسء عند العرب) :
قال ابن إسحاق: وكان أول من نسأ الشهور على العرب، فأحلت منها ما أحل، وحرمت منها ما حرم القلمس[3]، وهو حذيفة بن عبد بن فقيم بن عدى بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة. ثم قام بعده على ذلك ابنه (عباد) [4] بن حذيفة، ثم قام بعد عباد: قلع بن عباد، ثم قام بعد قلع: أمية ابن قلع، ثم قام بعد أمية: عوف بن أمية، ثم قام بعد عوف أبو ثمامة جنادة بن عوف، وكان آخرهم، وعليه قام الإسلام[5]، وكانت العرب إذا فرغت من حجها اجتمعت إليه، فحرم الأشهر الحرم الأربعة: رجبا، وذا القعدة، وذا الحجة، والمحرم. فإذا أراد أن يحل منها شيئا أحل المحرم فأحلوه، وحرم مكانه صفر فحرموه، ليواطئوا عدة الأربعة الأشهر الحرم. فإذا أرادوا الصدر[6] قام فيهم فقال:
اللهم إني قد أحللت لك أحد الصفرين، الصفر الأول، ونسأت الآخر للعام المقبل[7] [ (1) ] (ديوان طبع ليبسك ص 46) أثعبان المنجنون: ما يندفع من الماء من شعبه. والمنجنون:
أداة السانية.
[ (2) ] (ديوان ص 47) الخليج: الجبل، وهو أيضا خليج الماء.
[ (3) ]وسمى القلمس لجوده، إذ القلمس من أسماء البحر.
[ (4) ]زيادة عن أ.
[ (5) ]يختلف أهل الخبر في هل أسلم جنادة هذا أم لم يسلم، غير أن هناك خبرا يدل على إسلامه، وذلك أنه حضر الحج في زمن عمر، فرأى الناس يزدحمون على الحج، فنادى: أيها الناس، إني قد أجرته منكم.
فخفقه عمر بالدرة، وقال: ويحك!إن الله قد أبطل أمر الجاهلية.
[ (6) ]الصدر: الرجوع من مكة.
[ (7) ]كان النسء عندهم على ضربين: أحدهما ما ذكر ابن إسحاق من تأخير شهر المحرم إلى صفر لحاجتهم إلى شن الغارات وطلب الثارات. والثاني: تأخيرهم الحج عن وقته تحريا منهم للسنة الشمسية، فكانوا يؤخرونه في كل عام أحد عشر يوما أو أكثر قليلا حتى يدور الدور إلى ثلاث وثلاثين سنة، فيعود إلى وقته، ولذلك قال عليه السلام في حجة الوداع: «إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات
صفحة ٤٤