(1) مكتوب فيه: «ربى الله» فكتب فيه إلى عمر بن الخطاب يخبر بأمره، فكتب إليهم عمر رضى الله عنه: أن أقروه على حاله، وردوا عليه الدفن الذي كان عليه، ففعلوا[1].
أمر دوس ذي ثعلبان، وابتداء ملك الحبشة وذكر أرباط المستولى على اليمن
(فرار دوس واستنصاره بقيصر) :
قال ابن إسحاق: وأفلت منهم رجل من سبإ، يقال له: دوس ذو ثعلبان[2]، على فرس له، فسلك الرمل فأعجزهم، فمضى على وجهه ذلك، حتى أتى قيصر ملك الروم، فاستنصره على ذي نواس وجنوده، وأخبره بما بلغ منهم، فقال له:
بعدت بلادك منا، ولكنى سأكتب لك إلى ملك الحبشة فإنه على هذا الدين، وهو أقرب إلى بلادك، وكتب إليه يأمره بنصره والطلب بثأره.
(انتصار أرياط وهزيمة ذي نواس وموته) :
فقدم دوس على النجاشى بكتاب قيصر، فبعث معه سبعين ألفا من الحبشة، وأمر عليهم رجلا منهم يقال له أرياط، ومعه في جنده أبرهة الأشرم، فركب أرياط البحر حتى نزل بساحل اليمن، ومعه دوس ذو ثعلبان، وسار إليه ذو نواس في حمير، ومن أطاعه من قبائل اليمن، فلما التقوا انهزم ذو نواس وأصحابه. فلما رأى ذو نواس ما نزل به وبقومه وجه فرسه في البحر، ثم ضربه فدخل به، فخاض به ضحضاح[3] البحر، حتى أفضى به إلى غمره، فأدخله فيه، وكان آخر العهد به.
ودخل أرياط اليمن، فملكها[4] [ (1) ]ومن ذلك ما يروى من أن حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه وجده معاوية حين حفر العين صحيحا لم يتغير، وأن الفأس أصابت إصبعه فدميت، وكذلك ما يروى عن أبى جابر عبد الله بن حرام، وعمرو ابن الجموح، وطلحة بن عبيد الله رضى الله عنهم، وقد أفاض المفسرون في ذلك عند الكلام على تفسير قوله تعالى: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ... الآية.
[ (2) ]ويقال: إن الذي أفلت هو جبار بن فيض، من أهل نجران، والأصح ما رواه ابن إسحاق.
(راجع الطبري) .
[ (3) ]الضحضاح من الماء: الذي يظهر منه القعر.
[ (4) ]هذه رواية ابن إسحاق في مقتل ذي نواس، ودخول الحبشة اليمن، ساقها عنه ابن هشام. وأما غير
صفحة ٣٧