(1) ابن هشام: هذا كلام حمير. ونخماس: الرأس[1]-فنظروا إلى الكوة فإذا رأس لخنيعة مقطوع، فخرجوا في إثر ذي نواس حتى أدركوه، فقالوا: ما ينبغي أن يملكنا غيرك: إذ أرحتنا من هذا الخبيث.
ملك ذي نواس
فملكوه، واجتمعت عليه حمير وقبائل اليمن، فكان آخر ملوك حمير، وهو صاحب الأخدود[2]، وتسمى يوسف، فأقام في ملكه زمانا.
(النصرانية بنجران) :
وبنجران بقايا من أهل دين عيسى بن مريم عليه السلام على الإنجيل، أهل فضل، واستقامة من أهل دينهم، لهم رأس يقال له عبد الله بن الثامر، وكان موقع أصل ذلك الدين بنجران، وهي بأوسط أرض العرب في ذلك الزمان، وأهلها وسائر العرب كلها أهل أوثان يعبدونها، وذلك أن رجلا من بقايا أهل ذلك الدين يقال له فيميون[3]-وقع بين أظهرهم، فحملهم عليه، فدانوا به.
ابتداء وقوع النصرانية بنجران
(فيميون وصالح ونشر النصرانية بنجران) :
قال ابن إسحاق: حدثني المغيرة بن أبى لبيد مولى الأخنس عن وهب بن منبه اليماني أنه حدثهم:
[ () ] (ذو نواس من عنده، وركب ناقة له يقال لها السراب، قالوا: ذو نواس: أرطب أم يباس؟فقال:
ستعلم الأحراس، است ذي نواس، است رطبان أم يباس» . فلعل ما في الأصل هنا محرف عن هذا.
[ (1) ]وقيل: نخماس: رجل كان منهم ثم تاب، يعنى أنه كان يعمل عمل لخنيعة.
[ (2) ]ويقال: إن الذين خددوا الأخدود ثلاثة: تبع صاحب اليمن، وقسطنطين بن هلانى (وهلانى أمه) حين صرف النصارى عن التوحيد إلى عبادة الصليب، وبختنصر من أهل بابل، حين أمر الناس أن يسجدوا له، فامتنع دانيال وأصحابه، فألقاهم في النار.
[ (3) ]في الروض الأنف: «فيمؤن» ، وفي الطبري: «قيمؤن» بالقاف، وقيل إن اسمه يحيى، وكان أبوه ملكا فتوفى، وأراد قومه أن يملكوه بعد أبيه، ففر من الملك ولزم السياحة.
صفحة ٣١