(1)
لاه[1] عينا الذي رأى مثل حسان # قتيلا في سالف الأحقاب
قتلته مقاول[2] خشية الحبس # غداة قالوا: لباب لباب
ميتكم خيرنا وحيكم # رب علينا وكلكم أربابى
قال ابن إسحاق: وقوله لباب لباب: لا بأس لا بأس، بلغة حمير[3]. قال ابن هشام: ويروى: لباب لباب.
(ندم عمرو وهلاكه) :
قال ابن إسحاق: فلما نزل عمرو بن تبان اليمن منع منه النوم، وسلط عليه السهر، فلما جهده ذلك سأل الأطباء والحزاة[4] من الكهان والعرافين[5] عما به، فقال له قائل منهم: إنه والله ما قتل رجل قط أخاه، أو ذا رحمه بغيا على مثل ما قتلت أخاك عليه، إلا ذهب نومه، وسلط عليه السهر. فلما قيل له ذلك جعل يقتل كل من أمره بقتل أخيه حسان من أشراف اليمن، حتى خلص إلى ذي رعين، فقال له ذو رعين: إن لي عندك براءة، فقال: وما هي؟قال: الكتاب الذي دفعت إليك، فأخرجه فإذا فيه البيتان، فتركه ورأى أنه قد نصحه. وهلك عمرو، فمرج[6] أمر حمير عند ذلك وتفرقوا.
وثوب لخنيعة ذي شناتر على ملك اليمن
(توليه الملك، وشيء من سيرته، ثم قتله) :
فوثب عليهم رجل من حمير لم يكن من بيوت المملكة، يقال له لخنيعة[7] ينوف.
[ (1) ]أراد: لله، وحذف لام الجر واللام الأخرى مع ألف الوصل، وهذا حذف كثير، ولكنه جار في هذا الاسم خاصة لكثرة وروده على الألسنة.
[ (2) ]يريد الأقيال، وهم الذين دون التبابعة، واحدهم قيل (مثل سيد، ثم خفف) . وقال أبو ذر:
المقاول: الذين يخلفون الملوك إذا غابوا.
[ (3) ]وقيل: هي كلمة فارسية معناها: القفل، والقفل: الرجوع.
[ (4) ]الحزاة: الذين ينظرون في النجوم ويقضون بها، واحدهم حاز.
[ (5) ]العرافون: ضرب من الكهان يزعمون أنهم يعرفون من الغيب ما لا يعرف الناس.
[ (6) ]مرج: اختلط والتبس، وفي أ: «هرج» ، وفي م، ر: «مرج» .
[ (7) ]قال ابن دريد: المعروف فيه: لخيعة (بغير نون) . مأخوذ من اللخع، وهو استرخاء اللحم.
صفحة ٢٩