(1) (منه) [1] إذ كانوا على شركهم؟فقال الحبران لتبع: إنما هو شيطان يفتنهم بذلك فخل بيننا وبينه، قال: فشأنكما به، فاستخرجا منه-فيما يزعم أهل اليمن-كلبا أسود فذبحاه، ثم هدما ذلك البيت، فبقاياه اليوم-كما ذكر لي-بها آثار الدماء التي كانت تهراق عليه.
ملك ابنه حسان بن تبان وقتل عمرو أخيه (له)
[2]
(سبب قتله) :
فلما ملك ابنه حسان بن تبان أسعد أبى كرب سار بأهل اليمن يريد أن يطأ بهم أرض العرب وأرض الأعاجم، حتى إذا كانوا ببعض أرض العراق-قال ابن هشام: بالبحرين، فيما ذكر لي بعض أهل العلم-كرهت حمير وقبائل اليمن المسير معه، وأرادوا الرجعة إلى بلادهم وأهلهم، فكلموا أخا له يقال له عمرو، وكان معه في جيشه، فقالوا له: اقتل أخاك حسان ونملكك علينا، وترجع بنا إلى بلادنا، فأجابهم. فاجتمعت على ذلك إلا ذا رعين[3] الحميرى، فإنه نهاه عن ذلك فلم يقبل منه، فقال ذو رعين:
ألا من يشترى سهرا بنوم # سعيد من يبيت قرير عين[4]
فاما حمير غدرت وخانت # فمعذرة الإله لذي رعين
ثم كتبهما في رقعة، وختم عليها، ثم أتى بها عمرا، فقال له: ضع لي هذا الكتاب عندك، ففعل، ثم قتل عمرو أخاه حسان، ورجع بمن معه إلى اليمن، فقال رجل من حمير:
[ (1) ]زيادة عن أ.
[ (2) ]زيادة يقتضيها السياق.
[ (3) ]رعين: تصغير رعن. والرعن: أنف الجبل. وقيل: رعين: جبل باليمن، وإليه ينسب ذو رعين هذا.
[ (4) ]في البيت حذف تقديره: من يشترى سهرا بنوم غير سعيد، بل من يبيت قرير العين هو السعيد، فحذف الخبر لدلالة أول الكلام عليه.
صفحة ٢٨