(1)
أبنى يضرب وجهه # ويلح بخديه السعير
أبنى قد جربتها # فوجدت ظالمها يبور[1]
الله أمنها وما # بنيت بعرصتها قصور
والله أمن طيرها # والعصم[2] تأمن في ثبير[3]
ولقد غزاها تبع # فكسا بنيتها الحبير[4]
وأذل ربى ملكه # فيها فأوفى بالنذور
يمشى إليها حافيا # بفنائها ألفا بعير
ويظل يطعم أهلها # لحم المهارى[5] والجزور
يسقيهم العسل المصفى # والرحيض[6] من الشعير
والفيل أهلك جيشه # يرمون فيها بالصخور
والملك في أقصى البلاد # وفي الأعاجم والخزير[7]
فاسمع إذا حدثت وافهم # كيف عاقبة الأمور
قال ابن هشام: يوقف على قوافيها لا تعرب[8].
(دعوة تبان قومه إلى النصرانية، وتحكيمهم النار بينهم وبينه) .
ثم خرج منها متوجها إلى اليمن بمن معه من جنوده وبالحبرين، حتى إذا دخل [ (1) ]يبور: يهلك.
[ (2) ]العصم: الوعول، لأنها تعتصم بالجبال.
[ (3) ]ثبير: جبل بمكة.
[ (4) ]بنيتها: يعنى الكعبة. والحبير: ضرب من ثياب اليمن موشى.
[ (5) ]المهارى: الإبل العراب النجيبة.
[ (6) ]الرحيض: المنقى، والمصفى.
[ (7) ]كذا في شرح السيرة. والخزير: أمة من العجم، ويقال لها الخزر أيضا. وفي أ: «الجزير» قال أبو ذر: «ويحتمل أن يكون جمع جزيرة ببلاد العرب» . وفي م، ر: «الخذير» ولا معنى لها.
[ (8) ]كذا في أكثر الأصول. وفي أ: «قال ابن هشام: وهذا الشعر مقيد، والمقيد: الذي لا يرفع ولا ينصب ولا يخفض» .
صفحة ٢٦