(1) أول من كسا البيت[1]، وأوصى به ولاته من جرهم، وأمرهم بتطهيره وألا يقربوه دما ولا ميتة ولا مئلاة[2]، وهي المحايض[3]، وجعل له بابا ومفتاحا[4] وقالت سبيعة بنت الأحب[5] بن زبينة[6] بن جذيمة بن عوف بن نصر بن معاوية بن بكر ابن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان، وكانت عند عبد مناف بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ابن مالك بن النضر بن كنانة، لابن لها منه يقال له خالد، تعظم عليه حرمة مكة، وتنهاه عن البغي فيها، وتذكر تبعا وتذلله لها، وما صنع بها[7]:
أبنى لا تظلم بمكة # لا الصغير ولا الكبير
واحفظ محارمها بنى # ولا يغرنك الغرور
أبنى من يظلم بمكة # يلق أطراف الشرور
[ (1) ]كانت قريش في زمن الجاهلية تشترك في كسوة الكعبة، حتى نشأ أبو ربيعة بن المغيرة، فقال:
أنا أكسو الكعبة سنة وحدي، وجميع قريش سنة، واستمر يفعل ذلك إلى أن مات. ثم كساها النبي صلى الله عليه وسلم الثياب اليمانية، وكساها أبو بكر وعمر وعثمان وعلى. وكسيت في زمن المأمون والمتوكل والعباس، ثم في زمن الناصر العباسي كسيت السواد من الحرير، ثم هي تكسى إلى الآن في كل سنة، ويقال: إن أول من كسا الكعبة الديباج الحجاج، وقيل: بل عبد الله بن الزبير.
[ (2) ]كذا في ط، والطبري، والمئلاة: خرقة الحيض، وجمعها: المآلى، وفي سائر الأصول «مثلاثا» بالثاء المثلثة، ولا معنى لها.
[ (3) ]لعله يريد: المحيضة (واحدة المحايض) ، وهي خرقة الحيض، إذ السياق يقتضي الإفراد.
[ (4) ]ويروون لتبع هذا شعرا حين كسا البيت، وهو :
كسونا البيت الذي حرم الله # ملاء منضدا وبرودا
فأقمنا به من الشهر عشرا # وجعلنا لبابة إقليدا
ونحرنا بالشعب ستة ألف # فترى الناس نحوهن ورودا
ثم سرنا عنه نؤم مهيلا # فرفعنا لواءنا معقودا
[ (5) ]وتروى الكلمة بالجيم بدل الحاء.
[ (6) ]زبينة (بالزاي والباء الموحدة ثم الياء والنون) : فعيلة من الزبن، والنسب إليها زبانى على غير قياس. ولو سمى به رجل لقيل في النسب إليه زبني على القياس.
[ (7) ]وقيل: إنما قالت بنت الأحب هذا الشعر في حرب كانت بين بنى السباق بن عبد الدار وبين بنى على بن سعد بن تيم حين تفانوا، ولحقت طائفة من بنى السباق بعك فهم فيهم، ويقال إنه أول بغى كان في قريش. (عن الروض الأنف) .
صفحة ٢٥