(1) كشرحبيل بن سعد المتوفى سنة 123 ه. وابن شهاب الزهرى المتوفى سنة 124 ه.
وعاصم بن عمر بن قتادة المتوفى سنة 120 ه. ومنهم من جاوزه بسنين، كعبد الله بن أبى بكر بن حزم المتوفى سنة 135 ه.
وكان هؤلاء الأربعة ممن عنوا بأخبار المغازي، وما يتصل بها.
ومنهم من عاش حتى أوشك أن يدرك منتصف القرن الثاني، أو جاوزه بقليل، كموسى بن عقبة المتوفى سنة 141 ه، ثم معمر بن راشد المتوفى سنة 150 ه، ثم شيخ رجال السيرة محمد بن إسحاق المتوفى سنة 152 ه.
وجاء بعد هؤلاء غيرهم، نذكر منهم زيادا البكائي المتوفى سنة 183 ه، والواقدي صاحب المغازي المتوفى سنة 207 ه، ومحمد بن سعد صاحب الطبقات الكبرى المتوفى سنة 230 ه . وقبل أن تستأثر المنية بابن سعد عدت على ابن هشام في سنة 218 ه. وابن هشام هو الرجل الذي انتهت إليه سيرة ابن إسحاق، فعرفت به وشاع ذكره بها.
(علم السيرة في أدواره المختلفة) :
ولم تنقطع العناية بالتأليف في السيرة إلى يومنا هذا. إلا أن الموضوع في ذاته ليس أمرا يقوم على التجارب، أو فكرة يقيمها برهان وينفضها برهان، شأن النظريات العلمية التي نرى اتصال العلماء بها اتصال تجديد وتغيير على مر السنين، وإنما هو أمر عماده النقل والرواية.
فكان المشتغلون به أولا محدثين ناقلين، ثم رأينا من جاء بعدهم جامعين مبوبين، ولما استوى للمتأخرين ما جمع المتقدمون، جاء طور النقد والتعليق، كما فعل ابن هشام في سيرة ابن إسحاق.
فكان هذا التراث بين أيدي من جاء بعدهم شيئا غير قابل لجديد في جوهره، كل مجهود فيه كان في الشكل والصورة لا يمس الجوهر إلا بمقدار. وقد رأينا المؤلفين فيه على ضربين: فريق عاش في ظل كتب الأولين، يتناولها بالشرح، أو الاختصار، أو النظم ليسهل حفظها. وفريق صبغ نفسه بصفة المؤلف المبتدع،
صفحة ٦