(1)
أمر ربيعة بن نصر ملك اليمن وقصة شق وسطيح الكاهنين معه
(رؤيا ربيعة بن نصر) :
قال ابن إسحاق: وكان ربيعة بن نصر ملك اليمن بين أضعاف ملوك التبابعة، فرأى رؤيا هالته، وفظع[1] بها فلم يدع كاهنا، ولا ساحرا، ولا عائفا[2] ولا منجما من أهل مملكته إلا جمعه إليه، فقال لهم: إني قد رأيت رؤيا هالتني، وفظعت بها، فأخبروني بها وبتأويلها، قالوا له: اقصصها علينا نخبرك بتأويلها، قال: إني إن أخبرتكم بها لم أطمئن إلى خبركم عن تأويلها، فإنه لا يعرف تأويلها إلا من عرفها قبل أن أخبره بها. فقال له رجل منهم: فإن كان الملك يريد هذا فليبعث إلى سطيح[3] وشق[4]، فإنه ليس أحد أعلم منهما، فهما يخبرانه بما سأل عنه.
(نسب سطيح وشق) :
واسم سطيح ربيع بن ربيعة بن مسعود بن مازن بن ذئب بن عدى بن مازن غسان.
وشق: ابن صعب بن يشكر بن رهم بن أفرك بن قسر[5] بن عبقر بن أنمار بن نزار[6]، وأنمار أبو بجيلة وخثعم.
(نسب بجيلة) :
قال ابن هشام: وقالت: اليمن وبجيلة: (بنو) [7] أنمار: بن إراش [ (1) ]يقال: فظع بالأمر (كعلم) : إذا اشتد عليه.
[ (2) ]العائف: الذي يزجر الطير.
[ (3) ]يقال: إنما سمى سطيحا لأنه كان كالبضعة الملقاة على الأرض، فكأنه سطح عليها، ويروى عن وهب بن منبه أنه قال: قيل لسطيح: أنى لك هذا العلم؟فقال: لي صاحب من الجن استمع أخبار السماء من طور سيناء حين كلم الله تعالى منه موسى عليه السلام، فهو يؤدى إلى من ذلك ما يؤديه، وقد ولد هو وشق في اليوم الذي ماتت فيه طريفة الكاهنة امرأة عمرو بن عامر.
[ (4) ]يقال إنه سمى كذلك لأنه كان كشق إنسان، كما يقال إن خالد بن عبد الله القسري كان من ولده.
[ (5) ]كذا في أ. وفي م، ر: «قيس» .
[ (6) ]كذا في م، ر: وهي إحدى روايات المعارف لابن قتيبة. وفي أ: «أنمار بن أراش» .
[ (7) ]زيادة يقتضيها السياق.
صفحة ١٥