(1)
(موطن هاجر) :
قال ابن هشام: تقول العرب: هاجر وآجر فيبدلون الألف من الهاء كما قالوا:
هراق الماء، وأراق الماء وغيره. وهاجر من أهل مصر.
(وصاة الرسول صلى الله عليه وسلم بأهل مصر وسبب ذلك) :
قال ابن هشام: حدثنا عبد الله بن وهب عن عبد الله بن لهيعة[1]، عن عمر مولى غفرة[2] أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال :
الله الله في أهل الذمة، أهل المدرة السوداء السحم الجعاد[3]، فان لهم نسبا وصهرا.
قال عمر مولى غفرة: نسبهم، أن أم إسماعيل النبي-صلى الله عليه وسلم- منهم. وصهرهم، أن رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-تسرر[4] فيهم.
قال ابن لهيعة: أم إسماعيل: هاجر، من أم العرب [5]، قرية كانت أمام الفرما[6] [ (1) ]ابن لهيعة (بفتح اللام وكسر الهاء وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح العين المهملة وبعدها هاء ساكنة) : هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن لهيعة الحضرمي الغافقي المصري، كان مكثرا من الحديث والأخبار والرواية، وكان أبو جعفر المنصور قد ولاه القضاء بمصر في مستهل سنة خمس وخمسين ومائة، وهو أول قاض ولى بمصر من قبل الخليفة، وصرف عن القضاء في شهر ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة، وكان أول قاض حضر لنظر الهلال في شهر رمضان. توفى بمصر سنة سبعين ومائة. وقيل أربع وسبعين، وكان عمره إحدى وثمانين سنة، وكان مولده سنة سبع وتسعين (راجع ابن خلكان) .
[ (2) ]هي غفرة بنت بلال-وقيل أخته-مولى أبى بكر الصديق رضى الله عنه. (راجع شرح السيرة والروض الأنف) .
[ (3) ]المدرة (هنا) : البلدة، والسحم: السود، واحدهم: أسحم وسحماء. والجعاد: الذين في شعرهم تكسير.
[ (4) ]يقال: تسرر الرجل وتسرى: إذا اتخذ أمة لفراشه.
[ (5) ]ويقال فيها «أم العريك» ، كما يقال إنها من قرية يقال لها «ياق» عند أم دنين. (راجع معجم البلدان) .
[ (6) ]الفرما أو الطينة (
PleuseouAvaris
) مدينة بمصر من شرق، تبعد عن ساحل بحر الروم بقدر ميلين، كان لها ميناء عامر، ويصل إليها فرع من النيل مسمى باسمها اليوناني (بيلوزة) أي الطينة، وكانت في زمن الفراعنة حصن مصر من جهة الشرق، ولذلك وقعت بها جملة وقائع حربية في جميع أزمنة التاريخ المصري، وتعرف الآن بتل الفرما، ويقال: إن فيها قبر أم إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وقبر جالينوس الحكيم. وفيها ولد بطليموس القلوذى (
ClaudePtolemee
) الفلكي المشهور، صاحب كتاب المجسطي، من أهل القرن الثاني من الميلاد. (راجع فهرست المعجم الجغرافى لأمين بك واصف) .
صفحة ٦