============================================================
السيرة المؤيدية المعرة عاجلا ، ثم أتهدف لما يكون آجلا ، فقمت بمواقفته وأقمت البرهان على زوره وكذيه لكنتى دست منه ذنب الثعبان برجلى ، وفتحت باب الفساد على نفسى ، جعل يتعقبه (1) ف يكل حيلة ويلقانى بكل مكيدة ، ويقول إن الذى لزمه (يعنينى) من باب التقشف والتظاهر بالستر والسداد تدليس على الناس وخديعة ، والدليل على هذا ان صاحبه الذى ينتمى إليه بجصر وهو متجاهر بكذا وكذا وأنه يركب فى العشاريات (ب) ويعلن بفعله علىرؤوس الأشهاد ، وجعل يحضرواحدا واحدا من الغرياء الذين ساقروا إلى مصر فيسألهم عن هذه الحالة فيشهدون كل ذلك تغييرا لقلب الملك وتوهينا لرايه وردا عما هو بصدده ، وكنت اقوم بالمحاجة عن (ج) ذلك والدفع بما هو أحسن ، على أنى كنت أعلم أن سماعه مما يدخل حيرة في قلب الملك وضعفا في عزيمته .
وجرى بنى وبين الملك يوما فصل عجيب وقلت : إنى أرى قوسأ تعاونوا على فساد حالى عندك ، واطمعتهم نفوسهم أنهم بتسوقهم يبلغون المبلغ الذى يريدون فيما يجعل حظى عندك منقوصا وعقد أمرى محلولا ، يردون الحال فى الوحشة جزعا ، والأسر الذى يشرعون قيه هو باب الممتنع ، وضريت له سثلا وقلت : بلغنى في الامثال السائرة أن رجلا كانت صنعته مكسر الحطب من الصحارى ونقله إلى المدينة ويبعه ، وكان ذلك معاشه وكان لا يخلو من شظف عيش ومقاساة ضر ، وأنه أى عليه فى خلل الشتاء يوم فى غاية البرودة وكلما هم بالتوجه لطلب معاشه ثنت وجهه وصدته البرودة ، ولم يجدفى بيته مع ذلك ما يقتاته ويقتات أطفاله ، فأجهدهم الجوع وقالوا يا رجل نحن مضرورون يالجوع فقجالد فسك وابلغ طرف محراه المدينة ولا تبعد عسى أن نظفر بشجرة تكسر منها مقدار ما تشترى بشمنه لنا طعاما نطعمه ، فقام الرجل وم يبعد حى حق مثل سا وصفوه من شجرة فزحف اليها بفأسه للقطع ، فنودى منها لا تقطع وانظر كم يخصل لك فى كل يوم من كسبك هذا فاحضر كل غداة وخذه هنيا مهنثا قارا وادعا قد كفيت التعب والنصب ، فقال الرجل : حصول كدى وكسى فى اليوم درهمان أو ثلاثة ، قالوا : قد حصل لك ذلك سن غير عب ، قيل فكان الرجل يباكر الموضع فى كل يوم ويأخذ القدر الميسر له فينفق البعض ويدخر البعض حى صلحت حاله واستقام أمره ، وحملته الجدة على مركب البطر وقال في نفسه : ما لى أغدو كل يوم إلى هذه الشجرة فأخذ منها درهمين أو ثلاثة على سنة الكدية ، وما أظن إلا أن تحت الشجرة كتزا مكنوزا وقد تسلط عليه جنى أو شيطان يماتعنى (د) عنه ، ولو (1) ف د. يتقبه .- (ب) فيد: العشار.- (ج) فيك: على .
(د) ف د: يمانعاني .
صفحة ٧٧