============================================================
السيرة المؤيدية علمناه ، ووجدنا ما أتيته فى اطلاع تلك الحضرة الشريفة علىكنه اعتقادنا فى مصافاتها صدقا لحسن المخيلة فيك ، وججميل الظن يك ، واعتددنا بهذه القربة الطارفة(1) التى أكدت بها زلفك السالفة ، وازددنا استبصارا برجاحتك ، وتمثلا بجزالتك ، وحرصا على اختصاصك بصنوف الأنعام الغمر وتوفير قسمك من الاحسان الدثر ، ولاشك فى أنك تتذكر ما كنت تبذله عندكونك بحضر تنا من التوصل إلى سمهيد المودة بيننا وبين تلك الحهة المحروسة والتطريق إلى أن تأتينا منها فى الفينة بعد الفيتة الكتب والرسائل التى بها يستحكم الوداد ، وبمكانها يبدو خلوص الاعتقاد ، ومع ما اتفق من حصولك بذلك المكان وابتدائك بما ابتدأت به فى هذا الباب ، فيجب أن تحقق ما كنت نبذله ، وتصور لتلك الحضرة الشريفة ، دامت يالعز مكنوفة ، ما اطلعت عليه من شواهد صفاء عقيدتنا في خالصتها ، وإيثارنا انتظام شمل سعاداتها واستقامة أسور ملكتها ، وتعلمها أن هؤلاء التركمان المسئولين على أعمال خراسان والرى لا يقصر خطاهم عن بلادها المحروسة إلا ثبات عساكرنا المنصورة فى وجوههم ، وانصراف هممنا إلى قمعهم وفل غربهم ، وبذلنا الأسوال فى كف عاديهم ، وانتداب جيوشنا الموقورة لمقارعتهم ، أين تجحوا وأين نبفوا ، ولولا أننا ضربنا يينهم وبين نلك المملكة المحروسة بالاسداد ، وتجردنا لمانعتهم التى هى أكثر جهادنا لما سلمت أكنافها سن عوادى طغياتهم ، ولأضرمت فيها نيران غيهم وعدوانهم ، وأنهم لا يتجسرون إلا على حصولنا كالسد بينهم ويينها ، ولا يتمنون إلا أن يتسهل هم السبيل إلى قصدها ، ولن يتم هم ياذن الته هذا المرام ، ولا تسعفهم به الأيام ، فاننا متجردون للانقضاض عليهم متى تجاوزوا حدود أعماهم قيس شبر ، وعازسون على تلقيهم إن ساقهم حينهم إلى حيث تلى ممالكنا بقاصمة الظهر ، ولتتيقن - حرس الله عمتها - أن لها من الاتتفاع بمودتنا الحظ الأوفى والقسم الأوفر الأسنى ؛ ومع ذلك فقد حددت هؤلاه الأشرار نفوسهم بقصد الموصل على طريق اذربيجان ، وإن تم لهم ذلك لم يؤمن من استعارة تيران الفتن من جفتهم فى اكتاف تلك المملكة ؛ وأما ما أنهيته من شرح ما صادفته هناك من الانعام وضروب الافضال والاحسان ، فقد علمناه وك ما تخص به سن حبا(1) وتخويل ، ونزل إليك من بر جزيل ، فانه دون ما تستوجبه ، وقاصر عا نستحقه ، ولقد أنسنا بمعرفة هذه الحبملة عن خبرك ، وحمدناك على انهائك إياها وتريد (1) فى د : الطروقة .
(1) الحبا : جليس الملك وخاصته .
صفحة ١٠٩