وأما العظم اللين فى الصبى فقد يمكن أن يلتحم.
وقل ما يكون هذا المرض وليس معه مرض آخر غيره. وذلك أنه إذا انكسر العظم، فالعضل الذى يليه، وسائر الأجرام التى تتصل بالعظم تألم معه، فيصير لعلاج المرض غرضان: أحدهما: يؤخذ من العظم، والآخر يؤخذ من الأجسام التى حوله.
وسنذكر هذه الأغراض عند ذكرنا تفرق الاتصال المركب الكائن فى الأعضاء اللحمية.
وأما الآن فينبغى أن نتكلم فى الكسر، فأقول:
إنه لما كان انجبار الكسر إنما يكون بالدشبد، ويحتاج فى تولد ذلك الدشبد إلى غذاء من غذاء العظم، فقد ينبغى أن تجد الطبيعة فضلا من ذلك الغذاء ليتولد منه الدشيد. وينبغى أن يكون ذلك الفضل معتدلا فى كيفيته، وكميته. ولذلك قد ينبغى أن يطعم صاحب الكسر من الأطعمة ما يجعل الدم الذى يجرى إلى العظم فى كميته، وكيفيته بحسب ما يصلح أن يتولد منه الدشبد. ولأن ذلك الدم قد يجرى فى مواضع العظم المتخلخلة ينبغى أن نتفقد كميته، وكيفيته. وعلى حسب ذلك نميل الغذاء إلى اليبس، أو إلى الرطوبة.
صفحة ١٤٧