فقد تبين من هذا أنه ليس ينبغى أن يتوهم أن أعيان الأشياء التى هى من خارج البدن مما قد يحفظ عليه صحته، أو يردها إذا زالت غير أعيان الأشياء التى تفعل المرض، وتحفظه، لكنها هى بأعيانها تكون مرة أسبابا للصحة، ومرة أسبابا للمرض بالإضافة إلى شىء دون شىء. وذلك أنه متى احتاج البدن إلى الحركة، فالرياضة له سبب للصحة، والسكون سبب للمرض. وإذا احتاج البدن إلى الراحة؛ فالسكون له سبب للصحة، والرياضة سبب للمرض. وكذلك الحال فى الأطعمة، والأشربة، وسائر الأشياء الأخر. فإن كل واحد منها، إذا صادف من البدن حاجة إليه، وكان مقداره بمقدار الحاجة، كان سببا للصحة. وإذا صادف البدن وهو غير محتاج إليه، أو لم يكن بمقدار الحاجة، صار سببا للمرض.
صفحة ١١٧