22
ومما ذكره أبو زيد أن السفن الصينية القادمة من سيراف كانت إذا وصلت جدة أقامت بها ونقل ما فيها من الأمتعة التي تحمل إلى مصر في مراكب خاصة كانت تسمى مراكب القلزم؛ لأن مراكب السيرافيين كانت لا تستطيع الملاحة في شمالي البحر الأحمر.
وقد كانت حركة النهضة القومية الإيرانية في العصر العباسي تجد مرتعا خصبا في شرقي إيران ، حيث كان القوم على اتصال وثيق بأهل تركستان. وفي عصر بني سامان (261-389ه/874-999م) ببلاد ما وراء النهر كانت التجارة واسعة مع الصين، وكان الإقبال على منتجاتها شديدا، وكان الأويغور - سكان الطرق التجارية المارة بآسيا الوسطى - من أتباع المذهب المانوي، نقله إليهم لاجئون من إيران.
وقد وصل إلينا أن الأمير الساماني نصر بن أحمد (301-331ه/913-942م) أمر الشاعر الإيراني رودكي بنظم كليلة ودمنة، ثم طلب بعد ذلك إلى فنانين صينيين أن يوضحوا مخطوطات الترجمة المنظومة بالصور ليطرب الناس بقراءتها،
23
ولا ريب في أن بني سامان كان سهلا عليهم استخدام الفنانين من أهل الصين؛ فقد كانت صلتهم كبيرة ببلاط ملوك الصين،
24
وكانت تجارتهم مع تلك البلاد زاهرة؛
25
إذ كان الطريق البري بين البلدين مطروقا.
صفحة غير معروفة