260

اللآلي في شرح أمالي القالي

محقق

عبد العزيز الميمني

الناشر

دار الكتب العلمية

مكان النشر

بيروت - لبنان

فأما أيمن فهو أيمن بن خريم بن فاتك الأسدي وخريم له صحبة وهو ممّن اعتزل الجمل وصفّين وما بعدهما من الأحداث وهو منسوب إلى جدّه الأعلى لأنه خريم بن الأخرم بن شدّاد بن عمرو بن فاتك، وكان أيمن فارسًا شريفًا، وكان يتشيّع، وكان به وضح، وقوله فيها:
أتاني بها يحيى وقد نمت نومة ... وقد غابت الشّعرى وقد جنح النسر
روى غيره وقد غابت الشعرى وقد طلع النسر، وهو الصحيح لأن الشعرى العبور إذا كانت في أفق المغرب كان النسر الواقع طالعًا من أفق المشرق على نحو سبع درجات وكان النسر الطائر لم يطلع، وإذا كانت الشعرى الغميصاء في أفق المغرب كان النسر الواقع حينئذ غير مكبّد فكيف أن يكون جانحًا، وكان النسر الطائر حينئذ في أفق المشرق طالعًا على نحو سبع درجات أيضًا، فرواية أبي علي لا تصحّ عند التدبرّ ألبتّة، فكأن النسر الواقع نظير للشعرى العبور. قال الشاعر:
وإنّي وعبد الله بعد اجتماعنا ... لكالنسر والشعرى بشرق ومغرب
يلوح إذا غابت من الشرق شخصهوإن تلح الشعرى له يتغيّب
وقال أبو نواس:
وخمّارة نبّهتها بعد هجعة ... وقد لاحت الجوزاء وانغمس النسر
فقالت من الطرّاق قلت عصابة ... خفاف الأداوي يبتغي لهم الخمر

1 / 262