اللآلي في شرح أمالي القالي
محقق
عبد العزيز الميمني
الناشر
دار الكتب العلمية
مكان النشر
بيروت - لبنان
يا ليت من سار بالأنباء كان له ... دون المنيّة ستر غير مكشوف
قوله من مظلومة يريد أنه حفر له بقفر وفي غير موضع حفر. قال الشاعر:
ألا لله ما مردي حروب ... حواه بين حضنيه الظليم
يعني رجلًا قتل فحفر له ودفن في غير موضع دفن. وأصل الظلم وضع الشيء في غير موضعه. والقيم جمع قامة. والمناسيف جمع منسف، وهو الذي ينسف به الطعام. ويروى لها صلاصل. والقسيّ: الزائف من الدراهم سميّ بذلك لقسوته وصلابته وشدته من قولك: قسا يقسو. وقوله في كبد: أي في مشقّة وشدّة، وكذلك فسّره أبو عبيدة في قوله سبحانه: " لقد خلقنا الإنسان في كبد " وقال غيره الكبد اعتدال القامة، ويحتمل البيت أيضًا هذا التفسير الثاني. والمزاحيف المعيية: يعني إبلًا جوفا معيية فالطير تقع على ما دبر منها. وقوله: سترًا غير مكشوف يعني العمى.
وأنشد أبو علي " ١ - ٢٩، ٢٨ " للعلاء بن حذيفة الغنوي أبياتًا فيها:
وماذا عليكم أن أطاف بأرضكم ... مطالب دين أو نفته حروب
ع هذا العطف محمول على المعنى كأنه قال أطاف بأرضكم رجل طلب دينًا أو نفته حروب كما قال أبو الحسن الأخفش في قول الله تعالى: " أو كالذي مرّ على قرية " أنه محمول على المعنى لأن معنى قوله: " ألم تر إلى الذي حاجّ إبراهيم في ربّه " أرأيت كالذي حاجّ إبراهيم أو كالذي مرّ على قرية. ويروى أو بقته حروب.
وأنشد أبو علي " ١ - ٢٩، ٢٨ ":
1 / 129