قبلت ما سواها وإن ردت رد ما سواها، وإياك أن تستخف بها، أو تكسل عنها، أو يشغلك عنها شيء من غرض الدنيا، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ليس مني من استخف بصلاته، لا يرد على الحوض لا والله، ليس مني من استخف بصلاته ومن شرب مسكر الا يرد على الحوض لا والله، فإذا أقمت إلى الصلاة فأقبل عليها، ولا تمتخط(1) ولا تبزق، ولا تتثأب ولا تمط، ولا تمس الحصى، ولا تلتفت، واخشع في صلاتك فان الله يقول: " والذينهم في صلاتهم خاشعون " يعني غض الطرف، وقوله تعالى، " والذينهم على صلواتهم يحافظون " يعني الفريضة من صلاها لوقتها عارفا بحقها، لا يؤثر عليها غيرها، كتب الله له بها براءة لا يعذبه، ولا يستند إلى حائط إلا أن يكون مريضا ولا تعجل في قرائتك، وإذا مررت بآية فيها رحمة أو عذاب فاسئل الله الجنة وتعوذ به من النار، واخضع لله، ولا تحدث نفسك إن قدرت على ذلك، وتأن في دعاءك، ولا تعبث فيها بيديك ولا برأسك ولا بلحيتك، ولا تكفر(2) فإنما يصنع ذلك المجوس، ولا تلثم، ولا تحتفز، ولا تقع على قدميك، ولا تفرقع اصابعك، ولا تقدم رجلا على رجل، واجعل بين قدميك قدر شبر أو إلى أكثر من ذلك، ولا تنفخ في موضع سجودك، فإذا أردت النفخ فليكن قبل دخولك في الصلاة، وإياك والتورك(3) في الصلاة فإنه قد عذب قوم على ذلك، والتأوه في الصلاة كلام، والالتفات يقطع الصلاة إذا كان التفاتك في الصلاة بكلية، وهو من إختلاس الشيطان، وإياك وسدل(4) الثوب في الصلاة، فان أمير المؤمنين (عليه السلام) خرج على قوم يصلون قد أسدلوا
صفحة ٢٣