سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٢ هـ / ١٩٩٢ م
تصانيف
الجمهرة من العلماء المُجْمِعة على ضعف عطية، وفسر تدليس عطية بغير ما فسروه، مستغلًا في ذلك وهمًا للحافظ، معرضًا عن أقواله الأخرى الموافقة للحق الذي عليه سائر العلماء، كل ذلك ارتكبه الأنصاري انطلاقًا منه من القاعدة التي يتكئ عليها أهل الأهواء، وهي: " الغاية تسوغ الوسيلة "! وغايته الطعن في الألباني، والتشهير به، والتظاهر بأنه ينتصر للشيخ محمد بن عبد الوهاب، تقربًا منه إلى الذين يعيش بين ظهرانيهم، وليس مرضاة لله تعالى، تمامًا كما فعل صاحبه من قبل الشيخ أبو غدة من باب ما يقال: وأرضهم ما دمت في أرضهم!
وإن أعجب ما في لهذا التظاهر مخالفته للشيخ محمد نفسه، فقد سبق مني أن ذكرت الشيخ في جملة المضعفين لعطية، وذلك بناء على ما نقله الأنصاري نفسه عنه في حاشية "انتصاره " (ص ١٥) أنه قال الشيخ في "تلخيص تلخيص كتاب الاستغاثة" بعد أن خرج الحديث:
"في إسناده عطية العوفي، وفيه ضعف "!
قلت: وهذه الجملة هي التي كنا نريدها من الشيخ محمد ﵀، وهي وحدها تقضي على "انتصار الأنصاري "، وتجعله هباء منثورًا، ويصدق عليه عموم قوله تعالى: " بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ!
فإنها تستلزم- كما هو ظاهر- الحكم على الحديث بالضعف الذي يجهد الأنصاري نفسه عبثًا لرده! " وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ ".
وأنا أظن أن جملة الشيخ لها تتمة، لم يذكرها الأنصاري عمدًا؛ كما هي عادته في كتمان ما كان حجة عليه؛ لأنها أصرح في التضعيف، ولما
1 / 15