207

سلك الدرر

الناشر

دار البشائر الإسلامية

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤٠٨ هـ - ١٩٨٨ م

مكان النشر

دار ابن حزم

ملتهى عن الحسناء بزيده وعمره غير أن الزمان بعدها له تنفس وتبسم بعد أن قطب وعبس وجعله بعد رتب التدريس من الموالي وجدد ما رث من ثياب حظه البوالي وبالجملة فأدبه بيت القصيد باسط به ذراعيه بالوصيد وله شعر عجيبة أساليبه يعجبني منه قوافيه وتراكيبه أنتهى مقاله وكان امتدح الوزير الكبير علي باشا المعروف بابن الحكيم في صدارته الأولى مؤرخًا فتح مورة بقوله من قصيدة
ما المجد الا بحد السيف والأسل ... والعيش الا بعز الخيل والأسل
ان المعالي في هذين من قدم ... وليس يدركها من كان ذا كسل
وافت برونقها في كل منقبة ... تعزى إلى أسد في القول والعمل
من نال منها أقاصي كل مرتبة ... أدنى فضائله كالوابل الهطل
صدر الصدور التي سارت محامده ... في المشرقين مسير الشمس والمثل
لا يشغل الفكر الا في اقتناص عدا ... ما بين مؤتسر منهم ومنجدل
كأنه والعدى في كل معترك ... سيف يقد بهم كالأعين النجل
يختار فكري بأوصاف له تليت ... في صفحة لدهر مثل المندل الخضل
فليت شعري أمدح ما أفوه به ... في وصف صدر العلي أم رقة الغزل
يستوضح الجيش من لالاء غرته ... ان كان في الليل آثار من السبل
يسعى إلى الحرب والأسياف لامعة ... والخيل تعثر في الخطية الذبل
فأوضح الملك حتى صار مشكله ... من حسن سيرته كالشمس للمقل
لا يختشي العسكر الجرار يوم وغى ... ان جر ذيل القنا في حومة الوجل
منها
لا زلت تنصر من وافاك ملتجيًا ... من كل هول يذيب القلب من وجل
حتى أقمت بأبطال الحروب على ... أكناف مورة فانقادت على عجل
وخضت منها بحار الحرب ممتطيًا ... من نصرة الله خيل العز في الدول
وكان طائرك الميمون من ملك ... تروى مفاخره عن أهله الأول
ومنها
قد صار بيتين في كل يؤرخه ... من بعد هذا كعقد زان ذا عطل
في كل حرب دهى الاسلام من نوب ... قد أيد الله فيها أحمدًا بعلي
لا زال بين الورى أعلاء عدلهما ... ما دام عزهما في السهل والجبل
وقال مضمنًا لمصراعه الأخير
يا رب ظبي كالمدام حديثه ... فيسيغه سمعي وعقلي يطرب

1 / 207