والحكايات العشر
الحكاية الأولى:
قال تعالى: {كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا}[طه:99].
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((حكايات الصالحين، وذكرهم جند من جنود الله تقوى بها قلوب العارفين)).
الأولى: أن كعب الأحبار(1) قال:لم أجد باعثا للقلوب، وحاديا إلى المحب المحبوب أخص من آية في التوراة.
قال الله تعالى لنبيه موسى: إن لي عبادا من عبادي يحبوني وأحبهم، ويشتاقون إلي وأشتاق إليهم، ويذكروني وأذكرهم، وينظرون إلى قدرتي وكمالي، وأنظر إليهم بعين رحمتي، فإن حذوت طريقهم(2) أحببتك، وإن عدلت عنهم مقتك، فقال: يا رب، وما علامتهم؟
قال: يراعون الظلال بالنهار لصلواتهم كما يراعي الراعي الشفيق غنمه، ويحنون إلى غروب الشمس كما تحن الطير إلى أوكارها عند الغروب، فإذا جنهم الليل واختلط الظلام، وفرشت الفرش، ونصبت الأسرة، وخلا كل حبيب إلى حبيبه(3)، نصبوا إلي أقدامهم، وافترشوا إلى وجوههم، وناجوني بكلامي، فبين صارخ وباكي[ومتأوه وشاكي)(4)، وبين قائم وقاعد، وبين راكع وساجد، بعيني ما يتحملون من أجلي، وبسمعي ما يشتكون من حبي، أول ما أعطيهم ثلاثا:
الأولى: أقذف في قلوبهم من نوري فيخبرون عني كما أخبر عنهم.
الثانية: لو كانت السماوات والأرض في موازينهم ما استكثرتها لهم.
صفحة ٢٥