ورأيت بخط يده المباركة ما لفظه: حسبي ربي وكفى ونعم الوكيل، (لما كان)(1) في النصف الأول من الشهر المعظم شهر رمضان أعاد الله علينا من بركاته، طلبت أدعو عند الملتزم، وهو ما بين الباب والحجر الأسود؛ لأن الدعاء في هذا المكان مستجاب على ما روي بما كنت أدعو للشخص فنهيت أن أدعو لأن الحاجة قد انقضت وأمرت أن أكتبه فكتبته ، وكان إذا دخل عليه أحد من إخوانه أو رآهم مجتمعين قال: قلوبنا يا زيدية، فيها قسوة، والشوافع إذا (أهمهم)(2) أمر فزعوا إلى كتاب الله، وإمامكم من المشرق إلى المغرب ومن البحر إلى البحرين(بين) (3) أعداء معه وأعداء يقصدهم، إقرأوا عليه، واستحفظوا، واقرؤوا يس مرارا ، (ويلزم) (4) كل واحد منكم قرآءة يس على قدر إقباله، وكان يقول: لولا أني نهيت لأخبرتكم عن الإمام صلاح من الكرامات والتنويرات ما يزيدكم فيه اليقين، وكان رحمه الله تعالى(5) يأمر أخاه سعيد بن منصور الحجي رحمة الله عليه(6) أن يتخذ للإمام من طيبات الطعام والألوان والرمان وعنب البياض وغيره، ويقول: لا تحمله حتى أشاهده فأراه (حي) (7) الوالد سعيد قدرا (فيها)(8) طبيخ محلا، وقدرا فيه زيرباج(9)، وصحن فيه خبز (شعير) (10)، وبرنية فيها عسلا، وأوعية من عنب البياض من عنبه قدمها للإمام عليه السلام فرأيت سيدي (إبراهيم رحمه الله تعالى)(11) في وجهه السرور، وقال: أدخلت علي بفعلك هذا السرور أدخل الله عليك الفرح والسرور في اليوم العسير، ورأيت الوالد سعيد (في) (12) ذلك اليوم مسرورا، وربما أن الإمام دخل على قلبه مسرة، وهي التى قصد إبراهيم لأنه يعرف أن ذلك بإشارته، وأن في ذلك الطعام مقصدا صالحا، فكان كما ظن، وبلغ مسرة الإمام بذلك، وفرق منه شيئا لأولاده وأزواجه، والله أعلم تبركا بقصده رحمه الله تعالى(1).
صفحة ١٨١