ففيها ورد الخبر بأن الخليجى المتغلب على مصر واقع أحمد بن كيغلغ وجماعة من القواد بالقرب من العريش فهزمهم الخليجى أقبح هزيمة فندب السلطان للخروج إليه جماعة من القواد المقيمين بمدينة السلام فيهم ابراهيم بن كيغلغ وغيره وفى شهر ربيع الاول من هذه السنة ورد الخبر بأن أخا للحسين بن زكرويه ظهر بالدالية من طريق الفرات في نفر من أصحابه ثم اجتمع إليه جماعة من الاعراب والمتلصصة فسار بهم نحو دمشق في جمادى الاولى وحارب أهلها فندب السلطان للخروج إليه الحسين بن حمدان بن حمدون في جمع كثير من الجند ثم ورد الخبر بأن هذا القرمطى سار إلى طبرية فامتنع أهلها من ادخاله فحاربهم حتى دخلها
فقتل عامة من بها من الرجال والنساء ونهبها وانصرف إلى ناحية البادية وذكر من حضر مجلس محمد بن داود بن الجراح وقد أدخل إليه قوم من القرامطة بعد قتل الحسين بن زكرويه المصلوب بجسر بغداد فقال الرجل كان زكرويه أبو حسين المقتول مختفيا عندي في منزلي وقد أعد له سرداب تحت الارض عليه باب حديد وكان لنا تنور فإذا جاءنا الطلب وضعنا التنور على باب السرداب وقامت امرأة تسخنه فمكث زكرويه كذلك أربع سنين في أيام المعتضد ثم انتقل من منزلي إلى دار قد جعل فيها بيت وراء باب الدار فإذا فتح الباب انطبق على باب البيت فيدخل الداخل فلا يرى باب البيت الذى هو فيه فلم تزل هذه حاله حتى مات المعتضد فحينئذ أنفذ الدعاة واستهوى طوائف من أهل البادية وصار أهل قرية صوار يتفلونه على أيديهم ويسجدون له واعترف لزكرويه جميع من رسخ حب الكفر في قلبه من عربي ومولى ونبطى وغيرهم بأنه رئيسهم وكهفهم وملاذهم وسموه السيد والمولى وساروا به وهو محجوب عن أهل عسكره والقاسم يتولى الامور دونه يمضيها على رأيه.
صفحة ٨