سليمان :
والله إذا خرجت من السجن غدا لأقتلن في يوم واحد مائة من الباشاوات كي لا يقال عني: إنني مجرم صغير.
فهيم :
لا تكلف نفسك كل هذا، فإذا كنت حقا شجاعا فدونك الباشا الذي معنا؛ فهو من الذين كانوا يذكرون الله ويذبحون.
الكل :
اقتلوه ... (عند هذا تعلو ضجة السجناء، فتطفأ الأنوار على المسرح، ويرفرف فيه طائر جميل أبيض كالثلج له جناحان يشعان كنور الشمس حين شروقها، فيرف هذا الطائر فوق رأس حيدر باشا، ويستقر عليه، فينير وجهه، ويضرم النار في حاجبيه، فيسقط إذ ذاك عن الباشا ثوب السجين، ويبدو للعيان في هالة من النور كمشير من مشيري الدولة وقد لبس ثوبه العسكري واستل حسامه.)
حيدر :
اتبعوني، وإن شئتم بعد ذلك فاقتلوني. (يخطو خطوة نحو الباب، فيسقط حائط السجن أمامه كما لو كان من نسيج العنكبوت وقد نفخت فيه الرياح، ثم يخرج ويخرج السجناء معه.)
المشهد الثاني
غرفة في قصر ألاتيني بسالونيك منيرة بالشموع. عبد الحميد جالس على الديوان ونجله الصغير إلى جانبه ونعمت بين يديه.
صفحة غير معروفة