عناية العلماء بالإسناد وعلم الجرح والتعديل - عبد العزيز فارح
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
تصانيف
وكلها تبرز مدى مساهمته في علم الرجال وباعه الكبير فيه، من ذلك أن أبا إسحاق إبراهيم بن عيسى الطالقاني سأله قائلا: يا أبا عبد الرحمن الحديث الذي جاء أن من البر بعد البر أن تُصَلِّي لأبويك وتصوم لهما مع صومك؟ فقال عبد الله: يا أبا إسحاق عَمَّن هذا؟
قال: هذا من حديث شهاب بن خراش، فقال ثقة عمن؟، قال أبو إسحاق: عن الحجاج بن دينار، قال: ثقة عمن؟، قال: قال رسول الله ﷺ.
قال ابن المبارك: يا أبا إسحاق، إن بين الحجاج بن دينار وبين النبي ﷺ مفاوزَ تنقطع فيها أعناق المطي، ولكن ليس في الصَّدَقَة اختلاف (١) .
وأخرج مسلم أيضا بسنده إلى علي بن شقيق قال: سمعت عبد الله بن المبارك يقول على رؤوس الناس: دعوا حديث عمرو بن ثابت فإنه كان يَسُبُّ السلف (٢) .
وأخرج ابن أبي حاتم عن نعيم بن حماد قال: قلت لابن المبارك: لأي شيء تركوا عمرو بن عبيد؟ قال: إن عمرا كان يدعو، يعني إلى القدر (٣) .
ولقد أشاد العلماء بمكانة ابن المبارك وصولته على الضعفاء والوضاعين، فهذا شعبة يقول فيه -وهو شيخه-: «ما قدم علينا من ناحيته مثله» (٤)، وهذا أبو إسحاق الفزاري يقول: «ابن المبارك إمام المسلمين»، ويجلس بين يديه
_________
(١) مقدمة صحيح مسلم ١/١٦ - وتقدمة المعرفة ص: ٢٧٤.
(٢) مقدمة مسلم ١/١٦.
(٣) تقدمة المعرفة ١٧٣.
(٤) المصدر نفسه ص: ٢٦٥.
1 / 29