أن يشاهدوها فحملوا أنفسهم على مجهودها وكانوا ذكروا صباح يوم العرض على الله سبحانه توهموا خروج عنق يخرج من النار يحشر الخلائق إلى ربهم تبارك وتعالى وكتاب يبدو فيه على رؤس الاشهاد فضايح ذنوبهم فكادت أنفسهم تسيل سيلانا أو تطير قلوبهم بأجنحة الخوف طيرانا وتفارقهم عقولهم إذا غلت بهم من اجل التجرد إلى الله سبحانه غليانا فكانوا يحنون حنين الواله في دجى الظلم، وكانوا يفجعون من خوف ما أوقفوا عليه أنفسهم فمضوا ذبل الأجسام، حزينة قلوبهم، كالحة وجوههم ذابلة شفاههم، خامصة بطونهم، تراهم سكارى سمار وحشة الليل تخشعون كأنهم شنان بوالي قد أخلصوا لله أعمالهم سرا وعلانية فلم تأمن من فزعه
صفحة ٤٠