297

صفة الصفوة

محقق

أحمد بن علي

الناشر

دار الحديث،القاهرة

الإصدار

١٤٢١هـ/٢٠٠٠م

مكان النشر

مصر

وكان المِسور لا يَشرب من الماء الذي يوضع في المسجد ويكرهه، ويرى أنه صدقة. وكان يصوم الدهر.
وتوفي سنة أربع وستين وهو ابن اثنتين وستين١.

١ قال الذهبي: وغلط المدائني فقال: مات سنة ثلاث وسبعين من حجر المنجنيق.
١٢٤- رجل من الأنصارلم يذكر اسمه
عن جابر بن عبد الله الأنصاري، فيما يذكر من اجتهاد أصحاب النبي ﷺ في العبادة، قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ في غزوة فغشينا دارًا من دور المشركين، فأصبنا امرأة رجل منهم. ثم انصرف رسول الله ﷺ راجعًا وجاء صاحبها وكان غائبًا، فذُكر له مصابُها فحلف لا يرجع حتى يُهريق في أصحاب رسول الله ﷺ دمًا،
فلما كان رسول الله ﷺ في بعض الطريق، نزل في شِعب من الشعاب، وقال: مَن رجلان يكلآننا في ليلتنا هذه من عدوِّنا؟ قال: فقال رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار: نحن نكلؤك يا رسول الله. قال: فخرجا إلى فم الشعب دون العسكر.
ثم قال الأنصاري للمهاجري: أتكفيني أول الليل وأكفيك آخرَه أو تكفيني آخره وأكفيك أوَّله؟ قال: فقال له المهاجري: بل أكفني أوَّله وأكفيك آخره.
فنام المهاجريّ وقام الأنصاريّ يصلي. قال: فافتتح سورة من القرآن، فبينا هو فيها يقرؤها جاء زوج المرأة فلما رأى الرجل قائمًا عرف أنه ربيئةُ القوم، فينزع له بسهم فيضعه فيه. قال: فينتزعه فيضعه وهو قائم يقرأ في السورة التي هو فيها ولم يتحرك كراهية أن يقطعها (قال): ثم عاد له زوج المرأة بسهم آخر فوضعه فيه. قال: فانتزعه فوضعه وهو قائم يصلّي في السورة التي هو فيها ولم يتحرك كراهية أن يقطعها. ثم عادَ له زوج المرأة الثالثة بسهم فوضعه فيه. قال: فانتزعه فوضعه ثم ركع وسجد. ثم قال لصاحبه: اقعد فقد أُتيت. قال: فجلس المهاجري فلما رآهما صاحب المرأة هرب وعرف أنه قد نُذِرَ به. قال: وإذا الأنصاري يفوح دمًا من رَميات صاحب المرأة. قال: فقال له أخوه المهاجري: يغفر الله لك ألا كنت آذنتني أوّلَ ما رماك؟ قال: كنت في سورة من القرآن قد افتتحتُها بها فكرهت أن أقطعها، وايمُ الله لولا أني أضيع ثغرًا أمرني رسول الله ﷺ بحفظه لقطع نفسي قبل أن أقطعها.
هذا آخر المختار ذكرهم من علماء الصحابة ومتعبديهم.

1 / 306