154

صفة الصفوة

محقق

أحمد بن علي

الناشر

دار الحديث،القاهرة

رقم الإصدار

١٤٢١هـ/٢٠٠٠م

مكان النشر

مصر

من المستضعفين يعذَّب بمكة ليرجع عن دينه، وشهد بدرًا وأُحدًا وقُتل يوم بئر معونة سنة أربع من الهجرة وهو ابن أربعين سنة. قال العلماء بالسير: طعنه جبار بن سلمى فأنفذه، فقال عامر: فزتُ والله جبار. أما قوله: "فزت والله "قالوا: بالجنة. فأسلم جبار، ولم يوجد عامر، قال عروة بن الزبير: يرون أن الملائكة دفته. روى البخاري عن عائشة قالت: لحق رسول الله ﷺ وأبو بكر بغارٍ في جبل، فمكثا فيه ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر ويدلج من عندهما بسحر، ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحةً من غنم فيريحها عليهما حين تذهب ساعة من العشاء، فيبيتان في رسل، وهو لبن منحتهما، حتى ينعق بها عامر ابن فهيره بغلسٍ، يفعل ذلك في كل ليلة من تلك الليالي الثلاث. وعن عائشة قالت: لم يكن مع رسول الله ﷺ حين هاجر من مكة إلى المدينة إلا أبو بكر، وعامر بن فهيرة، ورجل من بني الديل دليلهم. وعن الزهري قال: أخبرني ابن كعب بن مالك قال: بعث رسول الله ﷺ إلى بني سليم نفرًا فيهم عامر بن فهيرة، فاستجاش عليهم عامر بن الطفيل فأدركوهم ببئر معونة فقتلوهم، قال الزهري: فبلغني أنهم التمسوا جسد عامر بن فهيرة فلم يقدروا عليه. قال: فيرون أن الملائكة دفنته. وعن عروة أن عامر بن الطفيل كان يقول من رجل منهم؟ لما قتل رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء دونَهُ قالوا هو عامر بن فهيرة.
٢٤- بلال بن رباح مولى أبي بكر اسم أمه حمامة أسلم قديمًا فعذبه قومه وجعلوا يقولون له: ربَّك اللات والعزى، وهو يقول: أحد أحد. فأتى عليه أبو بكر فاشتراه بسبع أواقٍ وقيل بخمس، فأعتقه فشهد بدر وأُحدًا والمشاهد كلها مع رسول الله ﷺ. وهو أول من أذَّن لرسول الله ﷺ، كان يؤذن له حضرًا وسفرًا، وكان خازنه على بيت ماله: وكان آدم شديد الأدمة نحيفًا طُوالًا أجنأ، له شعر كثير، خفيف العارضين، به شمط كثير لا يغيره. عن مجاهد قال: إن أول من أظهر الإسلام سبعة: رسول الله ﷺ، وأبو بكر، وبلال وصهيب، وخباب، وعمار، وسمية أم عمار، فأما رسول الله ﷺ فمنعه عمه، وأما أبو بكر

1 / 163