وما يسعك أن تقول؟
دن سنش :
يعز على نفس تعودت المساعي الجسام التدني إلى الطاعات زعما منها أن خضوعها لا يئول إلا بما فيه هوانها، فالهوان وحده هو اللفظة التي عصى من أجلها الكنت، ووجد في أداء مفترضها قسوة ناهيك من قسوة، وما كان أقربه إلى الامتثال لو كان أقل صلابة في القتال، فأوقع إليه أمرا بأن يصلح ما أساء في حومة يخوضها، وجلاد يعمل فيه ساعده المتمرس بآفات المعامع، يلبك يا مولاي إلى ما تشاء.
و لو تصدى له من تصدى ريثما يتبين جلية أمره - لإجابة هذا (يشير إلى سيفه) .
دن فرنان :
ذهلت عن حرمة الموقف، ولكنني أتجاوز لسنك، وأعذر الحمية في مقتبل الشباب، فإن الملك الذي يصرف حكمته في الأمور المثلى يبقي إبقاء الضنين على دم رعاياه. وما شأني في الحرص على أتباعي والاحتفاظ بهم إلا شأن الرأس يعنى بالأعضاء التي تخدمه.
فالرأي الذي أدليت ليس هو الرأي في نظري.
أنت تتكلم كلام جندي، وعلي أن أفعل فعل ملك، ومهما يزعم الآخرون، ومهما يدع الكنت فإن إطاعته لي لم تكن لتحط من عليائه، على أن إساءته قد مستني بإيذائها شرف ذاك الذي آثرته مرشدا لولدي، فهو باستطالته على من اصطفيت استطال علي بالذات، واقترف وزر الاعتداء على السلطان الأعلى.
حسبنا كلاما في هذا المعرض. وقد بقي علي أن أقول إن عشرا من سفائن أعدائنا القدماء لوحظت رافعة أشرعتها ومجترئة على الاتجاه نحو مصب النهر.
دن أرياس :
صفحة غير معروفة