دن فرنان ودن دياج ودن أرياس ودن سنش ودن النس وشيمان والفيرة
شيمان :
مولاي، برح الآن الخفاء بعد طول المجادلة، ولات حين كتمان. كنت أهوى وتعلم سريرتي. غير أنني صممت على إباحة ذلك الرأس العزيز، للأخذ بثأر أبي، وقد رأيت بعينيك يا صاحب الجلالة كيف أذللت غرامي لواجبي، فالآن مات لذريق وموته حولني من عدوة شديدة إلى عاشقة مدلهة، كان هذا الانتقام دينا علي لبري بوالدي، وهذه العبرات اليوم دين علي لهواي. قضى علي دن سنش بتوليه الذود عني، أفأكون الجزاء لذلك الساعد الذي أودى بي؟
فيا مولاي، إذا كان للشفقة أثر في نفس ملك، فرحماك، وانقض ذلك العهد الذي أبرمته بكرهي، وقده مني مكافأة على قتله عديل روحي أن أتخلي له عن كل مالي. فليخلني ونفسي أعتزل الدنيا في دير مقدس، وأبكي إلى آخر نسمة من حياتي أبي وحبيبي.
دن دياج :
إنها لمحبة يا مولاي، ولا تر جناحا عليها أن تعترف بغرامها المحلل.
دن فرنان :
شيمان، عودي إلى نفسك. لم يمت صاحبك، وإنما غلب دن سنش، ولم يصدقك النبأ.
دن سنش :
مولاي، إنما خدعتها سورة نفسها، فقد جئت من الميدان عقبى النزال ، وكان ذلك البطل الكريم الذي يتم فؤادها قد قال لي عندما أسقط السيف من يدي: «لا تخش نكيرا سأدع النصر لا لك ولا عليك، ذلك خير من أن أريق دما عرض في سبيل شيمان، وبما أن واجبي يدعوني إلى المثول لدى الملك فاذهب إليها وأخبرها بما جرى، وألق على قدميها حسام الظافر.» فبادرت إليها يا مولاي، ولكن رؤية السيف أطارت لبها. ظنتني أنا الفائز إذ رأتني عائدا، وفاض غضبها بما كشف عن سريرتها، فتكلمت، وقد ثارت ثائرتها ووهى جلدها، ولم تمكني من الإفضاء بكلمة إليها. على أنني وإن كنت غلبت، أراني مغتبطا، ومع ما يملأ جوانحي من الهيام بها، ومع ما بؤت به، وقد خسرتها، من فشل لا يدرك مداه، لست أقلى فشلي في جلاد كان من مغبته هذا الفوز الباهر لذلك الهوى الطاهر.
صفحة غير معروفة