شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
تصانيف
أجاب: ألا تتذكر وصيف أمير كوندة ذلك الفتى المحتال المدعو جاليو دي نرساك؟ - نعم، وهو الذي كنت قبضت عليه. - وفر في أرتناي. - لقد صادفته الليلة يمشي في زقاق ضيق، ويرجح عندي أنه أرسله إلى هنا جاسوسا، ولعله لاحق به.
قال الدوق: دعنا منه. أما من مشاغل آخر يشغل ذهنك يا أخي؟ فتنهد الكردينال، وقال: لعلك تروم التكلم عن الملكة الوالدة.
واصفر وجهه، ثم قال: هنالك الخطر الحقيقي يا فرنسوا، فإن هذه المرأة تروم أن تعبث بنا وتطردنا من البلاط، وقد مضى يومان لم يرها فيهما أحد ها هنا، وقال نساؤها إنها مشغولة بالصلاة. فحاولت اليوم الدخول عليها من الممر السري فوجدته لأول مرة مقفلا. فلما كان المساء تكرمت بقبولي زائرا بعد مونمورانسي، فأبصرت في مخدعها ثوبا وحذاءين، والغبار يعلوهما وكأني بها قد وصلت من ...
قال الدوق: من باريس ولا شك.
قال الكردينال: وماذا فعلت فيها؟ أجاب: ألا تدري؟ إنها ذهبت لعقد مؤامرة مع الفيكونت دي شارتر، وهي التي أشارت بطرحه في الباستيل.
قال: هل زارت الباستيل؟
أجاب: بل زارت الفيكونت فيه، وتمكنت على الرغم من كل تدبير دبرته من التخلص مني دون أن ألقاها.
قال الكردينال: وماذا قال لك شارتر؟ - لقد ارتاب بي، فأمرت بالتضييق عليه، وطرحه في سجن أشد رطوبة من سجنه الأول.
قال الكردينال: أحسنت بذلك يا أخي، فإنني أشد الناس بغضا لمن أحبتهم، وهل تظن الآن أنها لا تذكر ودادي؟ اسمع ما قالته لي يا أخي. قالت: «إن الكنيسة تحظر عليك أيها الكردينال أن تغازل امرأة»، أواه، لقد تمنيت أن تنقاد إلي بالسياسة أو بالطمع، أكثر من ذي قبل، ولئن امتنعت عني فلا أريد أن تميل إلى غيري.
قال الدوق: من ذا يتجرأ على حبها؟
صفحة غير معروفة