شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
تصانيف
ولكنه لم يهتد إلى جواب على هذا السؤال فطأطأ رأسه، وسار إلى فونتنبلو وهو يعزي نفسه بقوله: قد اقترب وقت اجتماع مجلس الأعيان، وسأكون في المجتمع السيد الآمر، ولا يجسر أمير كوندة على الحضور.
وسار في الطريق الذي سارت فيه الملكة الوالدة وجاليو وترولوس قبله بضع ساعات، حتى وصل إلى فونتنبلو ليلا فألفى القصر غاصا بأعيان البلاد، ووجد أخاه الكردينال في غرفته يتمشى مضطربا، فقال له: ما بالك يا أخي؟ إني أرى على وجهك علامات الاضطراب. فأجابه: إني شاهدت موكب ابن عمنا مونمورانسي فرأيته كبيرا، وعدد رجاله يفوق الحصر، وكأنما أراد به نكايتنا وإذلالنا. قال: ألم تأمر جيوشنا بالأوبة إلى فونتنبلو؟
أجاب: نعم، ولكن كان قد مضى الوقت؛ لأن موكب مونمورانسي وصل أولا، واتخذ له مواقف ومحطات على أبواب المدينة، وأصبح متسلطا على طريق باريس.
قال: وهل من شاغل آخر يشغل فكرك؟
أجاب: نعم، فإن مونمورانسي قابل الملكة الوالدة مقابلة دامت وقتا طويلا.
قال: يا له من شيخ محتال.
قال: هل من نبأ عن أمير كوندة؟
أجاب: لست أظنه يأتي ولا يأتي أخوه؛ لأن رسائل الدعوة لم ترسل إليهما إلا متأخرة.
قال: لعلك مخطئ في ذلك.
قال: ما معنى هذا الكلام؟
صفحة غير معروفة