شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
تصانيف
قال: وكيف أتيت من هناك؟
أجاب: سوف تعرف ذلك. أما الآن فلا بد من إنقاذ الملكة كاترين.
قال: الملكة؟
أجاب: نعم. فانزل إلى الخندق إن الماء فيه قليل، وفي وسعنا حمل الملكة إلى الضفة الأخرى. قال: لم أفهم شيئا.
فأجابه: سوف تفهم كل شيء.
فأطاع جاليو وهو يظن أن رفيقه قد جن. أما مزغونة فحمل الملكة على ساعديه، وساعده جاليو فنقلاها إلى ضفة الخندق دون أن تبتل ملابسها بالماء. أما جنود القلعة فقد هاج فضولهم قدوم الدوق إلى الباستيل فلم يلتفتوا إلى الأسوار، وهكذا اجتازت الملكة مع الرجلين، ولم يجدوا في طريقهم إلا حارسين من حرس الدوق أرادا أن يمنعاهم من السير. إلا أن جاليو ومزغونة كانا إليهما أسرع من الصاعقة فطرحاهم قتيلين بضربتين من خنجريهما قبل أن يتمكنا من استخدام سلاحهما.
وقال ترولوس: وا رحمتاه للجنديين المسكينين. قالت: ذلك ما كتب لهما، ولا يجب أن يبوحا بما علما.
ثم خرج الثلاثة من باب سن أنطوان فوصلوا إلى الفندق أي إلى موضع الخيول. فقال جاليو: إلى أية جهة نقصد؟ فأجابته الملكة: إلى فونتنبولو.
فلما صاروا على مسافة من باريس، قالت الملكة لهما: أخبراني الآن أي معجزة حملتكما إلى خندق الباستيل؟
ولم يكن ترولوس قادرا على الجواب؛ لأنه كان في أشد حالة من الانفعال، فأجابها جاليو: ذلك سر يا مولاتي. قالت: أتكتم عني سرا؟! إلا أنني واثقة من أنكما كنتما تحاولان إنقاذ سجين. أجاب: لست أريد أن أكذب يا سيدتي. قالت: وذلك السجين هو الفيكونت دي شارتر. فأجابها: ربما كان ذلك يا مولاتي.
صفحة غير معروفة