شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
تصانيف
فتأمل الرجلان وقتئذ ساحة القتال فأبصرا الجثث مبعثرة، والكراسي مقلوبة، وصاحب الفندق بالباب حاملا مئزره بإحدى يديه، ماسحا بالأخرى عينيه، ورأس برنابا بارزا من باب الخزانة، وقد تنهد، وقال: يا له من منظر فظيع!
فقال صاحب الفندق: ومن يدفع لي ثمن ذلك كله؟
فعطف جاليو على البارون وفحص جراحه فلم يجد فيها جرحا مميتا. فوضعوا الجرحى على الفرش، ونقلوا القتلى، وأعد صاحب الفندق لائحة بمبلغ كبير تمكن جاليو من دفعه من مال الملكة الوالدة. فخلا الصديقان وبرنابا، فقال جاليو: أي جهة تقصد يا سيدي، أشمالا أم جنوبا؟ فأجابه: كنت ميمما بلاط فرنسوا الثاني في طلب التوفيق، فهل لك في مساعدتي؟
فأجابه: نعم، ولكن الأمير ورجاله ليسوا على وفاق مع بلاط الملك في هذه الآونة، وإني ذاهب إلى غاسقونيا لألحق بالأمير.
قال: لست أرى الطرق طرق أمان، فهل لك في استصحابي؟
أجاب: حبا وكرامة، ولكن ذلك السير يرجعك إلى الوراء.
قال: لا يهمني ذلك. فأنت تعرف الأمير بي فيذكر أنني كنت من المقاتلين تحت لوائه، ثم نرجع معا إلى البلاط. فما رأيك؟
وتصافح الرجلان. فقال برنابا: وأنا فماذا أفعل؟
فأجابه جاليو: أنشئ خطبة بليغة عن القتال الذي شهدته، وفصل فيها كل ما رأيته من بداءة المعمعة حتى وصول دي مزغونة، وقد كان سيفه آية النصر لنا.
فقال مزغونة: ولماذا لا تسافر معنا أيضا؟
صفحة غير معروفة