شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
تصانيف
ثم حمل مرسلين على ساعديه وسار بها قبل أن يتمكن المحامي وأصدقاؤه من إمساكه، فقد تولاهم الدهش والحيرة، وارتدوا عنه لعلمهم أنه كاثوليكي.
الفصل السابع والعشرون
الدوق دي جيز والملكة كاترين
ولما علم الدوق دي جيز بما فعل جاليو قال: وا أسفاه، ليت لي مثل هذا الشهم البطل. وسافر في ذلك المساء بعينه إلى باريس بعد أن أمر بالتحري عن أسباب المذبحة، واستدعى إليه حاكم المدينة ، فقال له: لماذا تأذن بمثل هذه الاجتماعات؟
فأجابه: أليس ذلك مطابقا لما جاء في الأمر الجديد؟
قال: عن أي أمر تتكلم؟
أجاب: أتكلم عن البراءة الصادرة في شهر يناير (كانون الثاني) بشأن إطلاق الحرية لمباشرة البروتستانت شئون دينهم، والإذن لهم بالاجتماعات في المدن غير المقفلة، وفاسي مدينة غير مقفلة.
فأجابه: إن أمر يناير لا يدوم، وقد آن وقت إيابنا إلى باريس للدفاع عن ديانتنا المقدسة. وبعد أيام وصل الدوق إلى نانتيل فوقف فيها ليعلن لجيشه وقت السفر، وانتشر الخبر في باريس وضواحيها عن قرب وصول الدوق دي جيز إليها، وبلغ أمير كوندة قبل سواه؛ لأن جاليو أنبأه به. فكتب إلى كاترين يسألها إصدار أوامرها بذلك الشأن، وإرسال الجنود. إلا أن الملكة الوالدة كانت عزلى، بل آثرت الالتجاء إلى المكر والخديعة، فبعثت برسالة إلى الدوق دي جيز تظهر له فيها الحب، وتبثه الشوق، وتقول له إنها تود أن تراه لتشاوره في شئون البلاد، وتختم رسالتها بقولها:
لا تدخل باريس، فإن لك فيها أعداء كثيرين، بل أقدم إلي، واجلس في موضعك في مجلس الملك، وهيهات أن تجد أقرب إليك مودة من هذه الكاتبة إليك.
كاترين
صفحة غير معروفة