توثقت صلة بهجت بكريمة؛ فقد أصبح هو وحده المسئول عن أموالها، وكان كثيرا ما يلتقي بها ليبلغها بتصرفاته في الأرض أو العمارة، ومر على ذلك قرابة العام ولماذا لا؟ إنها الآن وحدها وواضح أنها مقبلة علي، وتعاملني بكثير من الاحترام، ولكن الاحترام شيء وما أفكر فيه شيء آخر، وماذا أخسر إذا عرضت؟
وهل سيقبل أبوها؟ ...
رأى بهجت أن يتريث بعض وقت، ولكن الأيام لا يعنيها ما يدور في نفوس أبنائها من خواطر. ما لبثت الأحداث أن توالت.
خرج الباشا من الوزارة، وطبعا لم يصبح بهجت سكرتيرا للوزير الجديد، وإنما نقل إلى الشئون القانونية بحكم شهادته، وظل محتفظا بموقعه من الشركة.
ولم تكتف الأيام بهذا، بل فاجأت الباشا وبيته، بأن أصابت الباشا بجلطة في المخ أصبح معها عاجزا عن الكلام أو الحركة.
ومن شأن هذا المرض أنه يجعل صاحبه على قيد الحياة ولكن بلا حياة.
وهكذا اجتمع رأي الأسرة على أن يقوم حمدي عمران زوج ميرفت بشئون الباشا المالية؛ فهو وإن كان زوج أصغر البنات إلا أن بقاءه في القاهرة مؤكد، وليس معرضا للتنقل في بلاد العالم مثل وحيد القناوي الذي يعمل بالخارجية، ويظل دائما على شفا العمل بالسفارات في الدول المختلفة.
وكان من الطبيعي أن يستعين حمدي ببهجت، وسارت الأمور في طريقها المرسوم وتمضي الحياة؛ لأنها لا بد أن تمضي مهما تكاثرت بها الأحداث.
لم تمنع معاونة بهجت لحمدي أن يظل وثيق الصلة بكريمة، ولم تمنعه من مداومة التفكير فيما يهفو إليه.
انتهز فرصة كان منفردا فيها بكريمة . - كريمة هانم، هل أتجرأ على عرض ما أفكر فيه، وصمتت كريمة لحظات وقالت: لا أحسبه خافيا علي، ولكني أتعجب له. - وفيم العجب؟ - لننظر أولا فيما تفكر فيه؛ فربما كنت مخطئة. - بل إنك على صواب. - فصرح، ولا داعي للألغاز. - أترى لو طلبت الزواج منك أكون قد جاوزت حدي؟
صفحة غير معروفة