شبهات حول السنة
الناشر
وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٥هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
وهذه الصحيفة وفيها جملة أحكام أخرجه البخاري (١١١)، (١٨٧٠) .
وعلى هذا فقد كان بعض السنَّة مدونًا في آخر حياة الرسول ﵊؛ لكن هذا ليس بصفة عامة، حيث إن أغلب السنَّة كان غير مدون، ومن دوَّن فقد دوّن لنفسه، أو لجماعة خاصة بأمر النبي ﷺ.
إلا أن أذهان أولئك كانت أذهانًا سيَّالة تغنيهم عن التقييد والكتابة، وقد مُنعوا من الكتابة ابتداءً مخافة أن تلتبس السنَّة بالقرآن، وهذا ثابت في الأحاديث الصحيحة في كتاب العلم في صحيح البخاري (١) وغيره من دواوين
_________
(١) انظر: كتاب العلم في البخاري، باب كتابة العلم (١ / ٢٤٦)، فتح الباري. وقد ذكر البخاري أحاديث تدل على إذن النبي ﷺ بكتابة الأحاديث عنه كحديث أبي هريرة (ما من أصحاب النبي أحد أكثر حديثا عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب) . قال الحافظ في الفتح (١ / ٢٥١) في الجمع بينه وبين حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله ﷺ قال: " لا تكتبوا عني شيئًا غير القرآن " والجمع بينهما أن النهي خاص بوقت نزول القرآن خشية التباسه بغيره، والإذن في غير ذلك أو أن النهي خاص بكتابة غير القرآن مع القرآن في شيء واحد، والإذن ناسخ له عند الأمن من الالتباس وهو أقربهما مع أنه لا ينافيها، وقيل: النهي خاص لمن خشي منه الاتكال على الكتابة دون الحفظ والإذن لمن أمن من ذلك.
1 / 46