شبهات القرآنيين
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
الشبهة السابعة:
تتلخص هذه الشبهة في قولهم: إن الخطاب بالأحاديث كان موجهًا لأمة خاصة وهم العرب في زمن النبي ﷺ بما يوافق ظروفهم الخاصة، فلا تلزمنا طاعته إذ كانت مقيدة بزمنه، وزالت بوفاته ﷺ.
يقول الخواجه: "اعلم أن طاعة الرسول ﷺ كانت طاعة مقيدة بزمنه، وامتثال أحكامه، لا تتجاوز حياته، وقد أوصد هذا الباب منذ وفاته ﵊ " (١) .
ويشرح حشمت علي هذه الشبهة فيقول: "لقد كانت إرشاداته ﷺ تصدر وفق ظروف أصحابه، ولو كنا في تلك الآونة لوجب علينا اتباع أقواله وإرشاداته ﵊ وكما أن خطاب القرآن عام عندنا غير أن المخاطبين بالأحاديث أمة خاصة وهم العرب" (٢) .
الرد:
ما أشبه قولة القرآنيين بمقالة بعض أهل الكتاب الذين قالوا: إن محمدا رسول الله لكن إلى العرب خاصة.
فنقول للقرآنيين: هل الأحاديث لازمة للعرب إلى يوم القيامة بمعنى أنهم إذا بلَّغ بعضهم بعضا كانت الحجة عليهم قائمة بذلك، فإن كنتم تقولون بذلك فما الفرق بين العرب والعجم؟ لأن رسالة الرسول ﷺ عامة للخلق كلهم إلى يوم القيامة، قال تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ
(١) مجلة البيان ٣٢ عدد أغسطس ١٩٥١م. (٢) تبليغ القرآن ٥.
1 / 58