شبهات القرآنيين حول السنة النبوية
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
يتهم فيه عاقل - حتى ولو لم يكن مسلمًا - إمامًا كالبخاري أو مسلم بأنه فرق الأمة وتآمر على الإسلام (١) .
إن الواقع الملموس يبين أن هؤلاء الكافرين بسنة رسول الله ﷺ الخارجين عن طاعة الله - تعالى - وطاعة رسوله ﷺ هم المتآمرون على الإسلام، المفرقون أمة المسلمين، المارقون من الدين، الشاذُّون عن الجماعة.
(١) كان كثير ممن نتحدث معهم من "البرويزيين" منكري السنة يقع في الإمام البخاري تحديدًا، وكانوا كلما رأوا ضيقنا وألمنا من هذا ازدادوا وقوعًا فيهم، وكان يقول قائلهم - فض الله فاه -: "ما أفسد الدين إلا هذا الرجل". وهذه العبارة بعينها ومثلها كثير قرأته بعد ذلك في كتاب بعنوان "لماذا القرآن وحده"
الشبهة الخامسة:
وهذه الشبهة ليست من إنشائهم، بل قال بها بعض منكري السنة السابقين، وبخاصة هؤلاء الذين اتخذوا من الاعتزال ستارًا يخفون وراءه زندقتهم، ثم يهاجمون الإسلام، من أمثال النظام وبشر المريسي وغيرهم.
وهذه الشبهة تقوم عندهم على الزعم بأن الاحتكام إلى السنة والالتزام بها مؤدّ إلى الشرك والكفر. فإن الاسلام يقوم على أن الحاكم هو الله وحده، وأن الحكم له وحده - سبحانه - يقول - تعالى -: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ﴾ (الأنعام:٥٧ ويوسف:٤٠،٦٧) . ويقول ﷿: ﴿أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ﴾ (الأنعام:٦٢) . وإذا كان الإسلام يقوم على أن الحكم لا يكون إلا لله - سبحانه -، فإن الاحتكام إلى سنة رسول الله ﷺ فيه إشراك الرسول ﷺ في الحكم مع الله - سبحانه -
1 / 78