شبهات القرآنيين حول السنة النبوية
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
وهم يزعمون أن لهم أدلة على ذلك. منها:
١- أن النبي ﷺ قد أمر أصحابه بكتابة القرآن الكريم، وحضهم على ذلك، ونهى أصحابه عن كتابة شيء من السنة قولًا كانت أو فعلا، وذلك قوله ﷺ: (لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه) (١) .
٢- أن الصحابة - رضوان عليهم - عرفوا من النبي ﷺ أن السنة ليست شرعًا فأهملوا كتابتها وحفظها، رغم اهتمامهم الشديد بكتابة القرآن المجيد على كل ما يصلح أن يُكْتب عليه.
٣- أن كبار الصحابة - رضوان الله عليهم - ومنهم الخلفاء الراشدون - كانوا يكرهون رواية الأحاديث، ويحذرون منها، وكان عمر ﵁ يهدد رواة الحديث ويتوعدهم، وقد حبس عمر بن الخطاب عددًا من الصحابة بسبب روايتهم للحديث تنفيذًا لوعيده وتهديده إياهم بعدم رواية الحديث.
الرد على الشبهة وتفنيدها:
هذه شبهتهم، وتلك أدلتهم عليها، والشبهة ساقطة، وأدلتها أشد منها سقوطا وافتراء. فالأمة المسلمة مجمعة سلفًا وخلفًا وحتى قيام الساعة - بحول الله تعالى - على أن سنة النبي ﷺ هي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي. وقد أقمنا الأدلة وافية - بفضل الله - على أن السنة وحي من الله - سبحانه - على رسوله ﷺ وكون السنة وحيا من عند الله - تعالى - قاطع وكاف بذاته على أنها شرع
(١) أخرجه مسلم في كتاب الزهد، باب التثبت في الحديث ١٨/١٢٩.
1 / 63