شبهات القرآنيين حول السنة النبوية
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ (النساء:٦٥) . ومن ذلك وصف الله - تعالى - المؤمنين بأن شأنهم مع رسول الله ﷺ أن يقولوا سمعنا وأطعنا، وذلك في قوله - سبحانه -: ﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (النور:٥١) .
رابعًا: إجماع الأئمة كلها على أن السنة وحي من قبل الله ﷿ إلى رسوله ﷺ وبخاصة صحابة رسول الله ﷺ ورضي الله عنهم أجمعين - حيث كانوا في حياته الشريفة يحفظون أقواله ﷺ ويتذاكرونها فيما بينهم، وكانوا يتحرون الاقتداء به ﷺ في كل ما يأتي وما يذر - فيما ليس بخصوصية له ﷺ مستجيبين لتوجيه الله - تعالى - في قوله لأمة الإسلام: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ (الأحزاب:٢١) . وقد كان الذي يعرف الكتابة منهم يكتب لنفسه خاصة. وقد كان ثمة عدد من أصحاب رسول الله ﷺ يكتبون لأنفسهم في حياته الشريفة. ثم بعد حياته ﷺ كانت المسألة تُعرَضُ للصحابة - رضوان الله عليهم - فيبحثون في القرآن، فإذا لم يجدوا حكمها، بحثوا في السنة الشريفة وحكموا فيها بما وردت به السنة، وكان سائلهم يسأل أصحابه وإخوانه قائلًا: أنشدكم الله هل سمع أحدكم من
1 / 58