138

شرح المطلع على متن إيساغوجي

تصانيف

فحينئذٍ إذا جُعل عَلمًا المعنى السابق سواءً قلت صار نسيًا منسيًا أو لا، هو موجودٌ في مسماه "هو جزء المعنى"، حينئذٍ إذا سُمّي به الذات المشخَّصة قلنا: هذا حيوانٌ ناطق.
طيب. الجزء الأول حيوان، الجزء الثاني ناطق، حينئذٍ هل معنى الحيوان هو جزء معنى حيوان ناطق؟ نقول: نعم هو جزءه، لكنه هل هو مراد؟ غير مراد.
ثَم نوع خامس يمكن أن يُجعَل في ضمن عبد الله، لكن يُذكر من باب إتمام الفائدة وهو أنه قد يكون لكل جزءٍ معنى، لكن هذا المعنى غير المعنى الذي يصدق عليه اللفظ المفرد. يعني: له جزءٌ وهذا الجزء له معنى، لكنه مغاير تمامًا لمعنى اللفظ الكامل.
نحو: أبكم "مثَّل الشيخ الأمين بأبْكم"، أبكم معلومٌ أنه معناه: العاجز عن الكلام، له جزءان: أب، وكم.
"أب" هذا يدل على ذات متصفة بالأبوة، وكم إما أنه استفهام أو إخبارية، إما سؤالٌ .. استفهام عن عدد، وإما إخبارٌ عن عدد كثير. وكلٌ من المعنيين غير مراد أصلًا، ليس داخل تحت المعنى الذي هو الكلِّي الذي هو العاجز عن الكلام.
هذا يمكن أن يُجعل تحت عبد الله وإن كان يُجعل مستقلًا ولا إشكال في ذلك، ولذلك الشيخ الأمين رحمه الله تعالى جعل الاحتراز عن عبد الله عَلمًا جعله بزيادة لفظٍ لم يذكره المصنف هنا، هو اعتمد قولًا يعرِّف المفرد بأنه: ما لا يدل جزءه على جزء معناه دلالةً مقصودة خالصة.
دلالة مقصودة هذا واضح أنه غير مقصود خَرَج.
خالصةً، جعَل له مثال عبد الله، عبد الله قال: له معنى، عبد ولفظ الجلالة له معنى وهو باقي لم تُسلب، لكن هل الدلالة هنا خالصة من شائبة العلمية أم شابها شيءٌ من العلَمية؟ شابها شيءٌ من العلمية. والذي يكون مركبًا هو ما كانت الدلالة فيه دلالة خالصة عن أي شيءٍ آخر، وهذا يمكن أن يُجعل داخلًا فيما سبق ويمكن أن ينفرد.
إذًا: ما هو المفرد؟ ما لا يدل جزءه على جزء معناه، المؤلَّف عكسه ولذلك قال: (وَهُوَ الَّذِي لاَ يَكُونُ كَذلِكَ) يعني: ما يدل جزءه على جزء معناه.
وقلنا: هذا يشتمل على أربعة أشياء، يتوقف التركيب على: كونِ اللفظِ له جزءٌ، وكونِ جزئِه له معنى، وكونِ معناه جزءَ معنى المركب، وكونِه دالًا عليه دلالةً مقصودة.
إذًا: ما دل عليه دلالة غير مقصودة ليس بداخل، ما استوفى هذه الشروط الأربعة يسمى مؤلَّفًا ومركبًا على الصحيح، ولا إشكال في التسمية بالمؤلَّف والمركب.
حينئذٍ يدخل تحت المركب ثلاثة أشياء على المشهور:
الأول: الإسناد الخبري التام. يعني: الذي نسميه، قلنا المفرد يصدق بأربعة أشياء في علم المنْطِق.
المركب يصدق بثلاثة أشياء على المشهور، قد يزاد أشياء غير مشهورة:
أولًا: المركب الإسنادي الخبري التام. يعني: الذي يسمى في الاصطلاح عند النحاة كلامًا، جملةً اسمية أو جملةً فعلية.
النوع الثاني الذي يصدق عليه أنه مركب هنا: المركب الإضافي كغلام زيد.
النوع الثالث: المركب التوصيفي أو إن شئت قل: المركب التقييدي كحيوان ناطق.
يعني: الصفة مع الموصوف، هذه ثلاثة:
الإسنادي التام الخبري، قام زيدٌ، زيدٌ قائم. هذا مركب ولا إشكال فيه، ويدل جزءه على جزء معناه.

6 / 2